فكِد كيدك ، وٱسـعَ
سـعيك ، وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذِكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ، ولا تَرْخُصُ عنك عارها ، وهـل رأيـك إلّا فـند ، وأيّامـك إلّا عـدد ، وجمـعك إلّا بدد ، يوم ينادي المنادي : ألا لعنة الله علىٰ الظالمين .
فالحمد لله الذي ختم لأوّلنا
بالسعادة ، ولآخرنا بالشـهادة والرحمة ، وهو حسـبنا ونعم الوكيـل .
هذا قليل من كـثيرِ تلك
الخطبة ، التي هي آية في البلاغة والفصاحة ، ومعجزة من معجزات البيان !
وهل يختلجك الشـكّ والريب
بأنّ كلّ فقرة منها كانت علىٰ يزيد أشـدّ من ألف ضربـة ؟ !
وهل تشـكّ أنّ هذه الخطبة
وأمثالها كانت هي الضربة القاضية علىٰ مُلك يزيد ومعاوية ؟ !
وهل أبقت لهم من باقية ؟ !
وهل يبقىٰ لك شـكٌّ
بعدُ أنّ مواقف زينب وأُمّ كلثوم وفاطمة الصغرىٰ ورباب وسـكينة ، في الكوفـة والشـام ، بل في كلّ موقف ومقام ، كان لا يقصـر ـ إنْ لم يتفـوّق ـ علىٰ موقف حُماتهنّ وسُـراتهنّ يوم الطـفّ ؟ !
وهل تشـكّ وترتاب في أنّ
الحسـين سـلام الله عليه لو قُتل هو
__________________