الصفحه ٥٣٢ :
قدم المكون ،
فقولي في قدم الحكمة مع حدوث الفعل التي فعل لأجلها ، كقولكم في قدم الإرادة
والتكوين
الصفحه ٥٣٠ : العقلاء سواه ، وحينئذ فنفي الحكمة والعلة
والغاية عن فعل أحكم الحاكمين نفي لفعله الاختياري في الحقيقة
الصفحه ٥٣٧ :
باطلة ، وقد كفى
مئونة إبطالها الرازيّ والآمدي في أكثر كتبهما وغيرهما ، وأما إثبات الحكمة ، فقد
قام
الصفحه ٥٨٣ : ، إلى أضعاف أضعاف ذلك من الحكم ، وكذلك الحكمة في تنقل الشمس ، فإنها لو
كانت واقفة في موضع واحد ، لفاتت
الصفحه ٥٨٦ : ،
ويحصل المقصود به من غير ضرر يعم ، وهذا كله بأسباب : هي منشأ الحكم والمصالح ،
فلا يبطل السبب بإثبات
الصفحه ٥٨٧ :
بالنار.
وكذلك الحكمة في
خلق النسيم ، وما فيه من المصالح والعبر ، فإنه حياة هذه الأبدان وقوامها
الصفحه ٦١٥ : فاعل ولا قدرة قادر ولا إرادة مريد ، ومنكر والحكمة
والتعليل يردون ذلك ، إلى محض المشيئة وصرف الإرادة
الصفحه ٤٦ : والمعصية عن شهود الحكم
القائم بالرب تعالى من غير إنكار له ، فلا يظهر عليه إلا أثر الفعل وحكمه الشرعي ،
وهذا
الصفحه ٥٣١ : نفسه ، من غير حاجة إلى غرض آخر ،
وهو المطلوب ، فهذه حجة باهرة وافية بالغرض.
قال أهل الحكمة :
بل هي
الصفحه ٥٣٩ : : أن يقال : إذا
كان في خلق تلك الوسائط حكم أخرى ، تحصل بخلقها للفاعل ، وفي خلقها مصالح ومنافع
لتلك
الصفحه ٥٤٩ :
ومحبته ورضاه
وغضبه مماثلا لصفات المخلوقين.
الجواب
السادس : أن الحكمة
تابعة للعلم والقدرة ، فمن
الصفحه ٥٦٧ :
من له مسكة من عقل
خلوّها من الحكم والغايات المحمودة المطلوبة لأجلها.
ولهذا استدلّ كثير
من العقلا
الصفحه ٥٨٢ : ، ولم يكن طلوع الشمس
وغروبها ، على هذا النظام ، لغير علة ولا حكمة مطلوبة ، فكم من حكمه ومصلحة في ذلك
الصفحه ٥٨٤ : .
وكذلك الحكمة في
خلق النجوم ، فإنّ فيها من الهداية في البر والبحر والاستدلال على الأوقات وزينة
السما
الصفحه ٥٩٨ : ،
بل يعبدون الله بأمرهم ونهيهم ، والله هو الحي الذي لا يموت ، فكم في إماتتهم من
حكمة ومصلحة لهم وللأمم