الأول في التقسيم على رأي المتكلمين
وفيه مباحث :
الاول :
قالوا : الموجود إما أن يكون قديما أو محدثا ، فالقديم الوجودي هو الذي لا أول لوجوده ، والمحدث هو الذي لوجوده أوّل ، والأوائل فصّلوا القديم بأمرين : أحدهما ما ذكرناه ، والثاني هو الذي لا مبدأ لوجوده ، وجعلوا الأول هو القديم الزماني.
قالوا : فالزمان ليس بقديم بهذا المعنى ، لأنه ليس للزمان زمان آخر حتى يقال لا أوّل لزمان وجوده.
والمحدث فسروه بأمرين : الأول ما ذكرناه وهو المحدث الزماني ، والزمان ليس بمحدث بهذا المعنى ، لأنه ليس له زمان آخر حتى يقال : إن للزمان زمانا مبتدأ. الثاني الحدوث الذاتي وهو كون الشيء بعد غيره بعدية ذاتية.
فائدة : قالت الأوائل : التقدم يقال بخمسة معان (١) :
__________________
(١) تقسيم التقدم او التأخر الى خمسة اقسام تقسيم معروف جاء في كتب الفلاسفة ، وقد اوضح ذلك الشيخ الرئيس في إلهيات الشفاء بامثلة مختلفة (الشفاء ص ١٦٣) ، وجاء ذلك التقسيم في كلام المحقق الطوسي في شرحه على الاشارات مع اختلاف يسير في اساس بعض الاقسام مع ما ذكره المصنف هنا. قال المحقق الطوسي :
«واعلم أن تاخر الشيء عن غيره يقال بخمسة معان على ما حقق في الفلسفة الاولى : احدها بالزمان ، والثاني بالمرتبة والوضع الذي يكون التأخر المكاني صنفا منه ، والثالث الشرف ، والرابع بالطبع ، والخامس بالمعلولية ، والاخيران يشتركان في معنى واحد وهو التأخر بالذات» (شرح الاشارات ج ٣ ص ١١٠).