وهذا بعينه جواب عن الدعاء الى نفسه ، ولأنا لو جوزنا ذلك لجوزنا أن يفوض الله تعالى تعيين الأنبياء الى اختيار المكلفين ، والتالي باطل فالمقدم مثله.
لا يقال : لو نص الله تعالى على إمام معين لاشتهر ، والتالي باطل فالمقدم.
لانا نقول : لا نسلم عدم الاشتهار ، فإن الإمامية مع كثرتها وتفرقها في المواطن (١) وانتشارهم في أقطار الأرض ينقلون بالتواتر النص على أمير المؤمنين عليهالسلام ، ولأن الناس بعد رسول الله عليهالسلام انقسموا الى متبوعين واتباع ، والمتبوعون متعصبين على أمير المؤمنين عليهالسلام لحسدهم له ، فإن فضائله أكثر من فضائلهم بل لا نسبة لهم إليه البتة.
وأما التابعون فإنهم لما رأوا من أفاضلهم إخفاء هذا النص والتأويل له وسمعوه حسبوا أنه دال على التفضيل وقرب المنزلة لا على الإمامة.
__________________
(١) ب : البلاد.