حصول الاستعداد الشديد بسبب التكرير والتذكير الموجب لفعل الطاعة لكونها طاعة ولترك المعصية لكونها معصية.
وأما الثالث ، فلأنه وارد في كل لطف مع انا قد بينا وجوبه فيما سلف ، وأيضا فلا نسلم جواز ترك اللطف سواء زاد الثواب به او لم يزد ، وهذا مذهب أبو علي ، ثم انه يلزم من ذلك قبح كل لطف ، وأيضا يلزم منه على تقدير الوجوب على الله تعالى.
قوله : إنه قد يتفق في بعض الأزمنة من يستنكف عن طاعة الإمام فلا يكون لطفا حينئذ ، قلنا : لا نسلم اتفاق أهل زمان ما من الأزمنة التي وقع التكليف فيها على ذلك.
نعم قد يكون البعض بهذه المثابة ، لكن البعض لو نظر إليه لكانت بعثة الأنبياء قبيحة لاستنكاف البعض منها.
وأيضا فإن هذا إنما يكون بالنسبة الى شخص معين ، أما مطلق الرئيس فلا ، ونحن الآن لم نتعرض لتعيين ذلك الرئيس.
وأيضا فلأن المفسدة الحاصلة عند عدمه أغلب منها عند وجوده ، فيجب وجوده نظرا الى حكمته تعالى.
قوله : العصمة لطف آخر فلا يتعين الإمامة للوجوب ، قلنا : الإمام لا شك في كونه لطفا بالنسبة الى غير المعصومين مع بقاء التكليف فيكون حينئذ واجبا ، أما إذا فقد أحد الشرطين وهو جواز الخطأ على المكلفين أو التكليف لم نقل بالوجوب حينئذ ، وذلك لا يضرنا.
لا يقال : مذهبكم وجوب الامامة مع التكليف مطلقا.
لأنا نقول : لا نسلم ، بل مع شرط آخر وهو جواز الخطأ.
قوله : الامامة إما لطف في أفعال الجوارح أو في أفعال القلوب ، قلنا : إنها