البحث السابع
في أن الأنبياء أفضل من الملائكة
اختلف الناس في ذلك ، فذهب الأشاعرة والشيعة إليه ، وخالف فيه جماعة من المعتزلة والقاضي أبو بكر من الأشاعرة والأوائل (١).
احتج الأولون بقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) (٢) ، وهذا عام في كل من يطلق عليه اسم العالم ، والاصطفاء المراد به هاهنا الفضيلة.
ولأن الآدمي يعبد الله تعالى مع معرفته به ومحبته له مع حصول الصوارف عن ذلك وهو الشهوة والغضب ، فيكون عبادته أشق من عبادة الملائكة الخالصين عن ذلك.
ولأن آدم عليهالسلام أمر له الملائكة بالسجود في قوله تعالى : (فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) (٣) ، والسجود أعظم ما يكونوا من الخضوع ، وأمر العالي بالخضوع للسافل مناف للحكمة.
ولأنه عليهالسلام كان أعلم بقوله تعالى : (أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ) (٤) ، والأعلم أفضل.
__________________
(١) انظر في نقل هذه الاقوال الى : الايجي ، المواقف ص ٣٦٧ ، والتفتازاني ، شرح المقاصد ج ٥ ص ٦٥ ، وجاء فيهما ان أبا عبد الله الحليمي من الاشاعرة أيضا كان يعتقد بأفضلية الملائكة من الأنبياء.
(٢) آل عمران : ٣٣.
(٣) ص : ٧٢.
(٤) البقرة : ٣٣.