البحث الرابع
في انه تعالى ليس في
جهة
المعقول من الجهة
أنها طرف الامتداد ومن الفيئية القيام بما نسب إليه وهذا لا يعقل الّا في المتحيزات ،
ونحن قد نفينا عن الواجب تعالى التحيز والقيام بالغير فهو ليس في جهة والظواهر
النقلية متأوّلة والمجسمة اتفقوا على أنه تعالى في جهة والكرامية قالوا : إنه في
جهة فوق .
والمتكلمون استدلوا
على بطلان ذلك بغير ما ذكرناه فقالوا : مكانه تعالى إن ساوى الأمكنة كان اختصاصه
بأحدها يفتقر الى مخصص فيكون محدثا ، لأن فعل المختار محدث ، ويستحيل أن يكون الله
تعالى مجردا عن الجهة ثم يحدث له الاختصاص بها ، وإن خالفها كان موجودا ، لأن
العدمات غير متمايزة ، فإن كان مشارا إليه كان الواجب متحيزا هذا خلف ، وإن كان
غير مشار إليه لم يكن الله تعالى في المكان.
وهذه الحجة عندي
ضعيفة ، لأن المخصص إن كان هو ذاته تعالى بالاختيار لم يلزم الافتقار الى مخصص ،
وقوله : العدميات لا تتمايز ممنوع ، وقد مضى.
واستدلوا أيضا بأن
العالم كرة فلا يكون الباري في جهة فوق لأنه لا فوقية حينئذ.
__________________