وقال غيره : إنها لو اختلفت بعد الاتحاد في كونها نفوسا لزم التركيب (١) ، والملازمة ممنوعة وكذب التالي ممنوع أيضا.
وذهب آخرون الى أنها مختلفة ، لأنها قد يختلف في الأخلاق. والملازمة ممنوعة.
مسألة : التناسخ باطل (٢) ، واستدلوا عليه بأنه يلزم اجتماع نفسين على بدن واحد ، لأن النفس حادثة لا بد لها من استعداد سابق وهو حدوث المزاج فعنده يفيض النفس عن المفارق ، فلو تعلقت به نفس أخرى مستنسخة لزم المحال ، وفي الملازمة نظر.
والقائلون : بقدم النفوس ذهبوا الى جوازه مستدلين بتذكر العلوم حالة الفكر لا (٣) بتحصيلها ، وهو ممنوع.
وللفرقة الأولى حجة أخرى ضعيفة ليس هذا موضع ذكرها.
مسألة : قالوا : النفوس باقية بعد البدن وإلّا لزم تركيبها (٤) من المادة والصورة ، وهو مبني على أصلهم الفاسد من أن الإمكان يستدعي المحل الثبوتي على أن المنع قائم في كذب اللازم.
وذهب آخرون الى أنها فانية ، قالوا : لأن كل كائن فهو فاسد والكلية ممنوعة اذ لا يلزم من القبول الحصول الفعلي.
مسألة : من مشاهيرهم أن النفس لا تدرك الجزئيات الا بالآلات ، لأنها لو ادركتها لذاتها لم يتوقف الإبصار على القرب (٥) المعين والتالي باطل والمقدم مثله.
__________________
(١) ب : التركب.
(٢) انظر عن التناسخ وبطلانه والبحوث المتعلقة له الى : صدر المتالهين ، الاسفار الاربعة ج ٩ ص ١ فبعد.
(٣) ب : كلمة «لا» ساقطة.
(٤) ج : تركبها.
(٥) كلمة «القرب» ساقطة.