التضاد ، ثم
برهنوا على أنه ليس علة تامة في التضاد ، ومعلوم أن هذا لا يكفي في هذا الباب.
وأيضا لو سلم لهم
ما ذكروه من أين لهم أن التضاد إذا لم يكن بأحد الأمور التي عددوها انحصر فيما منه
وما إليه؟
ثم قالوا : ان
الحركات المستقيمة لا تضاد المستديرة ، بناء منهم على أن ضد الواحد واحد لا غير
وأن الخط المستقيم يكون وترا القسى غير متناهية.
مسألة : الحركة قد تكون مستقيمة ومستديرة ، وزعموا أن بين
المستقيمين المتضادتين سكونا كما بين الهابطة والصاعدة ، هذا هو المشهور عند
المعلم الأول وأتباعه ، وخالف فيه أفلاطن.
والحجة المشهورة
لمثبتيه أن المتحرك إذا وصل الى المنتهى في آن ثم فارق المنتهى ،
فإن كان في ذلك الآن كان الشيء الواحد في الآن الواحد واصلا مفارقا ، وإن كان في
غيره فلا بد من زمان سكون بينهما لاستحالة تتالي الآنات.
اعترض عليهم الشيخ
بأن المفارقة عن الحد عبارة عن الحركة عنه ، والحركة لا تقع في آن وإنما تقع في
زمان ، فالزمان الذي أثبتموه هو زمان الحركة.
فإن عنيتم بآن
المفارقة أول زمان المفارقة ، قلنا : إن ذلك الآن هو آن الوصول ولا استحالة في أن يكون الآن لا يقع فيه ما يقع
في الزمان.
ولما كانت هذه الحجة
عنده فاسدة سلك نهجا آخر في بيان هذا المطلوب ،
__________________