عقد السّور ، فشاش البلد ، وأشرف على النّهب. وجاء زنكي فضرب بإزاء التّاج ، وسأل في إقبال سؤالا تحته إلزام ، فأطلق له (١).
[الإفراج عن ابن طراد]
وأمّا السّلطان مسعود فإنّه أفرج عن الوزير ابن طراد ، وقاضي القضاة والنّقيب وسديد الدّولة ابن الأنباريّ. فأمّا نقيب الطّالبيّين أبو الحسن بن المعمّر فتوفّي حين أخرج. وأمّا القاضي الزّينبيّ فدخل بغداد سرّا ، وأقام الباقون مع مسعود (٢).
[القبض على ابن جهير]
وقبض الراشد على أستاذ داره أبي عبد الله بن جهير ، فخاف النّاس من الراشد وهابوه (٣).
[تأخّر ابن صدقة عن الخليفة]
ثمّ نفّذ زنكي إلى الراشد يقول : أريد المال الّذي أخذ من إقبال ، وهو دخل الحلّة ، وذلك مال السّلطان. وتردّد القول في ذلك ، ثمّ نفّذ الراشد إلى الوزير ابن صدقة وصاحب الدّيوان يقول : ما الّذي أقعدكما؟ وكانا قد تأخّرا أيّاما عن الخدمة خوفا من الراشد ، فقال ابن صدقة : كلّما أشير به يفعل ضدّه ، وقد كان هذا الخادم إقبال بإزاء جميع العسكر ، وأشرت بأن لا يمسك ، فما سمع منّي ، وأنا لا أوثر أن تتغيّر الدّولة وينسب إليّ. فإنّ هذا ابن الهارونيّ الملعون قصده إساءة السّمعة وإهلاك المسلمين (٤).
__________________
(١) المنتظم ١٠ / ٥٥ (١٧ / ٣٠٦).
(٢) المنتظم ١٠ / ٥٥ (١٧ / ٣٠٧).
(٣) المنتظم ١٠ / ٥٦ (١٧ / ٣٠٧).
(٤) المنتظم ١٠ / ٥٥ ، ٥٦ (١٧ / ٣٠٧).