وولي القضاء له أبو بكر بن المظفّر الشّاميّ قليلا ، ومات فولي بعده القضاء أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ الدّامغانيّ. ووزر له بعد عميد الدّولة أبي منصور سديد الدّولة أبو المعالي الأصفهانيّ ، ثمّ زعيم الرؤساء أبو القاسم عليّ بن عميد الدّولة بن جهير ، ثمّ مجد الدّين أبو المعالي هبة الله بن المطّلب ، ثمّ نظام الدّين أبو منصور الحسين بن أبي شجاع الوزير.
قال ابن الأثير : (١) كان ليّن الجانب ، كريم الأخلاق ، يسارع في أعمال البرّ ، وكانت أيّامه [أيّام] (٢) سرور للرّعيّة ، فكأنّها من حسنها أعياد. وكان حسن الخطّ ، جيّد التّوقيعات ، لا يقاربه فيها أحد ، يدلّ على فضل غزير ، وعلم واسع.
ومات بعلّة التّراقي ، وهي دمّل تطلع في الحلق.
وكان سمحا جوادا.
قال ابن الجوزيّ : (٣) كان حافظا للقرآن ، محبّا للعلماء والصّالحين ، منكرا للظّلم.
ومن شعره :
أذاب حرّ (٤) الهوى في القلب ما جمدا |
|
لمّا (٥) مددت يدي إلى رسم الوداع يدا |
وكيف أسلك نهج الاصطبار وقد |
|
أرى طرائق مهوى الهوى قددا |
إن كنت انقض عهد الحبّ [في خلدي] (٦) |
|
من بعد حبّي ، فلا عاتبتكم (٧) أبدا (٨) |
وكانت خلافته خمسا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وأيّاما ولم تصف له الخلافة ، بل كانت أيّاما مضطربة ، كثيرة الحروب. وغسّله شيخ الحنابلة ابن
__________________
(١) في الكامل ١٠ / ٥٣٥ بتصرّف.
(٢) إضافة من الكامل.
(٣) في المنتظم.
(٤) في الأصل : «إذا بحر».
(٥) في الأصل : «يوما».
(٦) في الأصل بياض ، والمستدرك من الكامل.
(٧) في الكامل : «من بعد هذا ، فلا عاينته».
(٨) في الكامل ١٠ / ٥٣٦ زيادة بيت قبل الأخير :
قد أخلف الوعد بدر قد شعفت به ، |
|
من بعد ما قد وفى دهري بما وعدا |