جاولي الموصل فحاصرها وبها زنكي بن جكرمش ، ومات جكرمش أمام الحصار عن نحو ستّين سنة (١).
[تملّك قلج أرسلان الموصل]
وأرسل غلمان جكرمش إلى الأمير صدقة بن مزيد وإلى قسيم الدّولة البرسقيّ وإلى صاحب الرّوم قلج أرسلان قتلمش يستدعون كلّا منهم ليكشف عنهم ، ويسلّمون إليه الموصل. فبادر قلج أرسلان ، وخاف جاولي فترحّل. وأمّا البرسقيّ شحنة بغداد فسار فنزل تجاه الموصل بعد رحيل جاولي بيوم ، فما نزلوا إليه ، فغضب ورجع ، وتملّكها قلج أرسلان ، وحلفوا له في رجب. وأسقط خطبة السّلطان محمد ، وتألّف النّاس بالعدل وقال : من سعى إليّ في أحد قتلته (٢).
[منازلة جاولي الرحبة]
وأمّا جاولي فنازل الرّحبة يحاصرها ، ثمّ افتتحها بمخامرة وأنهبها إلى الظّهر. وسار في خدمته صاحبها محمد بن سبّاق الشّيبانيّ (٣).
[غرق قلج بالخابور]
ثمّ سار قلج أرسلان ليحارب جاولي ، فالتقوا في ذي القعدة فحمل قلج أرسلان بنفسه ، وضرب يد صاحب العلم فأبانها ، ووصل إلى جاولي فضربه بالسّيف ، فقطع الكزاغند (٤) فقط. وحمل أصحاب جاولي على الآخرين فهزموهم ، فعلم قلج أرسلان أنّه مأسور ، فألقى نفسه في الخابور ، وحمى نفسه من أصحاب جاولي ، فدخل به فرسه في ماء غميق ، فغرق ، وظهر بعد أيّام ، فدفن ببعض قرى الخابور (٥).
__________________
(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٥٧ ، ٤٥٨ ، تاريخ مختصر الدول ١٩٨.
(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٢٦ ، ٤٢٧ ، (حوادث سنة ٥٠٠ ه ـ.) ، تاريخ مختصر الدول ١٩٩.
(٣) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٢٩ (حوادث سنة ٥٠٠ ه ـ).
(٤) الكزاغند : كلمة فارسية ، وهو المعطف القصير يلبس فوق الزّرديّة. ويقابله بالفرنسية (ETTEUQAJ انظر دوزي : SEBARA.TCIDUATNEMELPPUS ,YZOD).
(٥) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٢٩ ، ٤٣٠ (حوادث سنة ٥٠٠ ه ـ.) ، تاريخ مختصر الدول ١٩٩ ، العبر ٤ / ٣ ، مرآة الجنان ٣ / ١٧٠.