والعشرة من مجموع العدد من الواحد إلى الأربعة ، وهي نهاية أخرى.
فللعدد أربع نهايات : أربعة ، وسبعة ، وتسعة ، وعشرة ، ثم يعود إلى الواحد فيقول : أحد عشر ... ويعد ، والتركيبات فيما وراء الأربعة على أنحاء ست :
فالخمسة على مذهب من لا يرى الواحد داخلا في العدد فهي مركبة من عدد وفرد. وعلى مذهب من يرى ذلك فهي مركبة من فرد وزوجين.
وكذلك الستة على الأول فمركبة من فردين ، أو عدد وزوج ، وعلى الثاني فمركبة من ثلاثة أزواج.
والسبعة على الأول فمركبة من فرد وزوج. وعلى الثاني فمركبة من فرد وثلاثة أزواج.
والثمانية على الأول فمركبة من زوجين. وعلى الثاني فمركبة من أربعة أزواج.
والتسعة على الأول فمركبة من ثلاثة أفراد. وعلى الثاني فمركبة من فرد وأربعة أزواج.
والعشرة على الأول فمركبة من عدد وزوجين ، أو زوج وفردين ، وعلى الثاني فما يحسب من الواحد إلى الأربعة ، وهو النهاية والكمال. ثم الأعداد الأخرى فقياسها هذا القياس. قال : وهذه هي أصول الموجودات.
ثم إنه ركب العدد على المعدود ، والمقدار على المقدور ، فقال : المعدود الذي فيه اثنينية وهو أصل المعدودات ومبدؤها هو العقل باعتبار أن فيه اعتبارين : اعتبارا من حيث ذاته ، وأنه ممكن الوجود بذاته ، واعتبارا من حيث مبدعه ، وأنه واجب الوجود به ، فقابله الاثنان ، والمعدود الذي فيه ثلاثية هو النفس ، إذ زاد على الاعتبارين اعتبارا ثالثا والمعدود الذي فيه أربعية هو الطبيعة إذ زاد على الثلاثة رابعا ، وثم النهاية ، أعني نهاية المبادي ، وما بعدها المركبات. فما من موجود مركب إلا وفيه من العناصر والنفس والعقل شيء ، إما عين أو أثر حتى ينتهي إلى السبعة فيقدر المعدودات على ذلك وينتهي إلى العشرة ، ويعد العقل والنفوس