وأما أسماؤهم فهي : تاليس الملطي ، وأنكساغورس ، وأنكسيمانس ؛ وأنباذقليس ، وفيثاغورس ، وسقراط ، وأفلاطون.
وتبعهم جماعة من الحكماء مثل فلوطرخيس ، وبقراط ، وديمقريطيس ، والشعراء (١) ، والنساك.
وإنما يدور كلامهم في الفلسفة على ذكر وحدانية الباري تعالى ، وإحاطته علما بالكائنات ، كيف هي؟ وفي الإبداع ، وتكوين العالم. وأن المبادي الأول : ما هي؟ وكم هي؟ وأن المعاد : ما هو؟ ومتى هو؟ وربما تكلموا في الباري تعالى بنوع حركة وسكون.
وقد أغفل المتأخرون من فلاسفة الإسلام ذكرهم ، وذكر مقالاتهم رأسا ، إلا نكتة شاذة نادرة ، ربما اعترت على أبصارهم وأفكارهم ، وأشاروا إليها تزييفا.
ونحن تتبعناها وتعقبناها نقدا. وألقينا زمام الاختيار إليك في المطالعة والمناظرة بين كلام الأوائل والأواخر.
١ ـ رأي تاليس (٢)
وهو أول من تفلسف في ملطية. قال : إن للعالم مبدعا لا تدرك صفته العقول من جهة هويته. وإنما يدرك من جهة آثاره ، وهو الذي لا يعرف اسمه فضلا عن هويته ، إلا من نحو أفاعيله وإبداعه وتكوينه الأشياء. فلسنا ندرك له اسما من نحو ذاته ، بل من نحو ذاتنا.
__________________
(١) ومن أشهرهم هو ميروس ، وقصائده الهوميرية أقدم ما وصل إلينا من شواهد الفكر اليوناني وهي تؤلف قصتين كبيرتين هما : الإلياذة والأوذيسي ، وتنظم القصتان أفكارا في الطبيعة والآلهة والإنسان والأخلاق. والشاعر هزيود وكان يجهر في شعره بأحكام الضمير الإنساني المقدسة ، ويتكلم عن الدين والأخلاق. (تاريخ الفلسفة اليونانية ص ٣).
(٢) تاليس : لمع اسمه في النصف الثاني من القرن السادس ، وهو أقدم من وصلت إلينا أسماؤهم من حكماء اليونان ، وأول من اهتم للبحث النظري المجرد. قيل إنه ارتحل إلى مصر وعنها أخذ علم الهندسة الذي جعل منه علما نظريا ، وقد ذهب إلى أن الماء هو العنصر الأساسي ومصدر سائر العناصر ، متوفى نحو ٥٥٠ ق. م.