وأصحاب الرواق (١) ، وأصحاب أرسطوطاليس ، وإلى فلاسفة الإسلام الذين هم حكماء العجم ، وإلّا فلم ينقل عن العجم قبل الإسلام مقالة في الفلسفة ، إذ حكمهم كلها كانت متلقاة من النبوات ، إما من الملة القديمة ، وإما من سائر الملل.
غير أن الصابئة كانوا يخلطون الحكمة بالصبوة.
* * *
فنحن نذكر مذاهب الحكماء القدماء من الروم ، واليونانيين على الترتيب الذي نقل في كتبهم ، نعقب ذلك بذكر سائر الحكماء إن شاء الله تعالى.
فإن الأصل في الفلسفة والمبدإ في الحكمة للروم ، وغيرهم كالعيال لهم.
الفصل الأول
الحكماء السبعة
الذين هم أساطين الحكمة من الملطية (٢) وساميا (٣) ، وأثينة ، وهي بلادهم.
__________________
(١) الرواق : نسبة إلى الرواقية الواضحة التأثر بالنزعات الشرقية ، خصوصا إذا لاحظنا أن رؤساء هذا المذهب قد صدروا عن بلدان تقع في آسيا الصغرى أو في الجزر الشرقية من الأرخبيل أو في بلاد موجودة على الحدود مباشرة بين بلاد فارس وبين البلاد اليونانية ، فكأنهم قد نشئوا جميعا في بيئة كان التأثر فيها بالعناصر الشرقية واضحا كل الوضوح. وإذا كانت أثينا قد استمرت مع ذلك مدة طويلة المركز الرئيسي للحركة الفكرية في بلاد اليونان ، فإنه يلاحظ كذلك أن رؤساء هذه المدرسة ، وإن علموا في أثينا ، فإن بلادهم الأصلية كانت أقرب ما تكون إلى الشرق ، والذين كانوا أثينيين حقا كانوا أتباعا وفي مركز ثانوي بالنسبة إلى رؤساء المدرسة.
والرواقية لها أتباع يونانيون وآخرون رومانيون ، ولهذا انقسمت إلى دورين كبيرين : دور الرواقية اليونانية ويمثلها مؤسس مذهب الرواقية زينون الرواقي ، ثم تلميذه كليانتس ، وأخيرا كريسيفوس. ودور الرواقية الرومانية ويمثلها شخصيات رومانية ثلاث هي : أپكتاتوس ثم سينكا ثم ماركس أورليوس. (موسوعة الفلسفة ١ : ٥٢٨).
(٢) الملطية : وهي بلدة من بلاد الروم تتاخم الشام وهي من بناء الإسكندر ، وقد فتحها الدمستق وهدم سورها وقصورها. (معجم البلدان ٥ : ١٩٢ و ١٩٣).
(٣) ساميا : هي جزيرة ساموس أو سيسام موقعها إلى الغرب من آسيا الصغرى ، وهي من أجمل مدن البلاد اليونانية وكانت أولا ملوكية ثم صارت جمهورية إلى أن استولى عليها بوليكرانس سنة ٥٣٥ ق. م. (دائرة المعارف للبستاني ٩ : ٤١١).