كلام القدماء. وإلا فلم تخل الحكمة عن قوانين المنطق قط. وربما عدها آلة العلوم ، لا من جملة العلوم ، فقال :
الموضوع في العلم الإلهي : هو الوجود المطلق. ومسائله : البحث عن أحوال الوجود من حيث هو وجود.
والموضوع في العلم الطبيعي : هو الجسم. ومسائله : البحث عن أحوال الجسم من حيث هو جسم.
والموضوع في العلم الرياضي ، هو الأبعاد والمقادير. وبالجملة : الكمية من حيث إنها مجردة عن المادة. ومسائله : البحث عن أحوال الكمية من حيث هي كمية.
والموضوع في العلم المنطقي : هو المعاني التي في ذهن الإنسان من حيث يتأدى بها إلى غيرها من العلوم. ومسائله : البحث عن أحوال تلك المعاني من حيث هي كذلك.
قالت الفلاسفة : ولما كانت السعادة هي المطلوبة لذاتها ، وإنما يكدح الإنسان لنيلها والوصول إليها ، وهي لا تنال إلا بالحكمة. فالحكمة تطلب إما ليعمل بها ، وإما لتعلم فقط. فانقسمت الحكمة إلى قسمين : عملي ، وعلمي.
ثم منهم من قدم العملي على العلمي. ومنهم من أخر كما سيأتي. فالقسم العملي هو عمل الخير ، والقسم العلمي هو علم الحق. قالوا : وهذان القسمان مما يوصل إليه بالعقل الكامل ، والرأي الراجح ؛ غير أن الاستعانة في القسم العملي منه بغيره أكثر ، والأنبياءعليهمالسلام أيدوا بأمداد روحانية تقريرا للقسم
__________________
ومؤلفات أرسطو عديدة بحيث تؤلف دائرة معارف عصرها ، وقد ذكر لنا بطليموس الغريب ٨٢ منها تتألف من ٥٥٠ مقالة. وهذه المؤلفات تقسم إلى قسمين : كتب منشورة يقصد بها إلى عامة الجمهور ، وكتب مستورة ويقصد بها إلى خاصة التلاميذ والمختصين ، وفيها الغرض الشامل لمذهبه. وقد ضاع قسم كبير منها وهو في معظمه ينتسب إلى النوع الأول. وقد توفي أرسطوطاليس سنة ٣٢٢ ق. م. (انظر موسوعة الفلسفة ١ : ٩٩).