واليقينيات : إما أوليات وما جمع منها ، وإما تجربيات ، وإما محسوسات ، وبرهان اللمّ : هو الذي يعطيك علة اجتماع طرفي النتيجة في الوجود والذهن جميعا وبرهان الإنّ : هو الذي يعطيك علة اجتماع طرفي النتيجة عند الذهن والتصديق به (١). والمطالب أربعة : هل مطلقا ، هو تعرّف حال الشيء في الوجود أو العدم مطلقا. وهل مقيدا ، وهو تعرف وجود الشيء على حال ما ، أو ليس ما : يعرف التصور ، وهو إما بحسب الاسم ، أي ما المراد باسم كذا؟ وهذا يتقدم كل مطلب ، وإما بحسب الذات ، أي ما الشيء في وجوده؟ وهو يعرف حقيقة الذات ويتقدمه «الهل المطلق» لم : يعرف العلة بجواب. هل : وهو إما علة التصديق فقط ، وإما علة نفس الوجود. وأما أي ، فهو بالقوة داخل في «الهل المقيد» وإنما يطلب التمييز إما بالصفات الذاتية ، وإما بالخواص.
والأمور التي يلتئم منها أمر البراهين ثلاثة : موضوعات ، ومسائل ، ومقدمات ، فالموضوعات يبرهن فيها والمسائل يبرهن عليها. والمقدمات يبرهن بها ، ويجب أن تكون صادقة يقينية ذاتية ، وتنتهي إلى مقدمات أولية مقولة على الكل ، كلية ، وقد تكون ضرورية إلا على الأمور المتغيرة التي هي في الأكثر على حكم ما ، فتكون أكثرية وتكون عللا لوجود النتيجة ، فتكون مناسبة.
الحمل الذاتي يقال على وجهين ، أحدهما : أن يكون المحمول مأخوذا في حد الموضوع.
والثاني : أن يكون الموضوع مأخوذا في حد المحمول (٢).
والمقدمة الأولية على وجهين ، أحدهما : أن التصديق بها حاصل في أول
__________________
(١) كقولنا : زيد محموم ، وكل محموم متعفن الأخلاط ، ينتج زيد متعفن الأخلاط ، فإن الحمى ليست علة لثبوت تعفن الأخلاط في الخارج بل الواقع العكس.
(٢) فمثال ما إذا كان المحمول مأخوذا في حد الموضوع : الحيوان في حد الإنسان. ومثال ما إذا كان المحمول مأخوذا في حده الموضوع أو جنسه مثل الفطوسة التي يؤخذ في حدها الأنف.