شيء معين لوجود ذلك الحكم في شيء آخر معين أو أشياء على أن ذلك الحكم كلي على المتشابه فيه. فيكون المحكوم عليه هو المطلوب ، والمنقول منه الحكم هو المثال ، والمعنى المتشابه فيه هو الجامع. وحكم الرأي مقدمة محمودة كلية في أن كذا كائن أو غير كائن ، وصواب أم خطأ. والدليل : قياس إضماري حده الأوسط شيء إذا وجد للأصغر تبعه وجود شيء آخر للأصغر دائما كيف كان ذلك التبع. والقياس الفراسي شبيه بالدليل من وجه ، وبالتمثيل من وجه.
في مقدمات القياس من جهة ذواتها ، وشرائط البرهان :
المحسوسات : هي أمور أوقع التصديق بها الحس. والمجربات : هي أمور أوقع التصديق بها الحس بشركة من القياس ، والمقبولات آراء أوقع التصديق بها قول من يوثق بصدقه فيما يقول ، إما لأمر سماوي يختص به ، أو لرأي وفكر قوي تميز به (١) ، والوهميات (٢) آراء أوجب اعتقادها قوة الوهم التابعة للحس والذائعات : آراء مشهورة محمودة أوجب التصديق بها شهادة الكل (٣) ، والمظنونات آراء يقع التصديق بها لا على الثبات ، بل يخطر إمكان نقيضها بالبال ، ولكن الذهن يكون إليها أميل (٤) ، والمتخيلات هي مقدمات ليست تقال ليصدق بها ، بل لتخيل شيئا على أنه شيء آخر على سبيل المحاكاة (٥). والأوليات هي قضايا تحدث في الإنسان من جهة قوته العقلية من غير سبب أوجب التصديق بها. والبرهان : قياس مؤلف من يقينيات لإنتاج يقيني.
__________________
(١) كاعتقادنا بأمور قبلناها عن أئمة الشرائع كالرسل والأنبياء عليهمالسلام.
(٢) الوهميات : قضايا كاذبة يحكم بها الوهم في أمور غير محسوسة.
(٣) إما شهادة الكل مثل : إن العدل جميل ، وإما شهادة الأكثر وإما شهادة العلماء أو شهادة أكثرهم أو الأفاضل منهم فيما لا يخالف فيه الجمهور.
(٤) كقولنا : نور القمر مستفاد من نور الشمس ، فإن لم يخطر إمكان نقيضها بالبال ، وكان إذا عرض نقيضه على الذهن لم يقبله الذهن ولم يمكنه فليس بمظنون صرف بل هو معتقد.
(٥) ويتبعه في الأكثرية تنفير للنفس عن شيء أو ترغيبها فيه ، وبالجملة قبض أو بسط مثل تشبيهنا العسل بالمرة فينفر عنه الطبع وكتشبيهنا التهور بالشجاعة أو الجبن بالاحتياط فيرغب فيه الطبع.