فمما يؤثر عنه أنه قال : الإلهية لا تتحرك ، ومعناه لا تتغير ولا تتبدل لا في الذات ، ولا في سنة الأفعال.
وقال : السماء مسكن الكواكب ، والأرض مسكن الناس على أنهم مثل وشبه لما في السماء ، فهم الآباء والمدبرون ، ولهم نفوس وعقول مميزة ليس لها أنفس نباتية ، فلذلك لا تقبل الزيادة ولا النقصان.
وقال : الغناء فضيلة في المنطق أشكلت على النفس وقصرت عن تبيين كنهها فأبرزتها لحونا ، وأثارت بها شجونا ، وأضمرت في عرضها فنونا وفتونا.
وقال : الغناء شيء يخص النفس دون الجسد فيشغلها عن مصالحها ، كما أن لذة المأكول والمشروب شيء يخص الجسم دون النفس.
وقال : إن النفوس إلى اللحون ، إذا كانت محجبة ، أشد إصغاء منها إلى ما قد تبين لها ، وظهر معناه عندها.
وقال : إن العقل نحوان : أحدهما مطبوع ، والآخر مسموع. فالمطبوع منه كالأرض والمسموع منه كالبذر والماء ، فلا يخلص للعقل المطبوع عمل دون أن يرد عليه العقل المسموع فينبهه من نومه ، ويطلقه من وثاقه ، ويقلقله من مكانه ، كما يستخرج البذر والماء ما في قعر الأرض.
وقال : الحكمة غنى النفس ، والمال غنى البدن ، وطلب غنى النفس أولى ، لأنها إذا غنيت بقيت. والبدن إذا غني فني ، وغنى النفس ممدود ، وغنى البدن محدود.
وقال : ينبغي للعاقل أن يداري الزمان مداراة رجل لا يسبح في الماء الجاري إذا وقع.
وقال : لا يغبطن بسلطان من غير عدل ، ولا بغنى من غير حسن تدبير ، ولا ببلاغة من غير صدق منطق ، ولا بجود في غير إصابة موضع ، ولا بأدب من غير أصالة رأي ولا بحسن عمل في غير حينه.