يُحاسبه عليه ورجل حاسِبٌ من قوم حُسَّب وحُسَّاب* غيره* الواحد ـ أوّلُ العدد وكذلك الوَحَدُ والاحَدُ* قال أبو على* اعلم أن قولهم واحِدٌ اسم جرى فى كلامهم على ضربين أحدهما أن يكون اسما والآخر أن يكون وصفا فالاسم الذى ليس بصفة قولهم واحدٌ المستعملُ فى العدد نحو واحد اثنان ثلاثة فهذا اسم ليس بوصف كما أن سائر أسماء العدد كذلك فلا يجرى شئ منها على موصوف على خَدِّ جَرْى الصفة عليه وأما كونه صفة نحو قوله تعالى (إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) ولما جَرَى على المؤنث لحقته علامةُ التأنيث فقال تعالى (إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ) كقائم وقائمة ومن ذلك قوله
* فقد رَجَعُوا كَحَىٍّ واحِدِينَا*
فاما تكسيرهم له على فُعْلانٍ فى قوله
أما النهارُ فُاحدانُ الرِّجالِ لَهُ |
|
صَيْدٌ ومُجْتَرِئٌ باللَّيلِ هَمْاسُ |
فلانه وان كان صفةً قد يستعمل استعمالَ الاسماء فكَسَّروه على فُعْلَان كما قالوا الأباطِحُ بمنزلة الأرامل وقد استعملوا أجدا بمعنَى واحدٍ الذى هو اسم وذلك قولُهم أَحَدٌ وعشرون وفى التنزيل (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) وقد أنثوه على غير بنائه فقالوا إحْدَى وعشرون وإحْدَى عشرة فاستعملوه مضموما الى غيره* قال أبو عمرو* ولا يقولون رأيته إحْدَى ولا جاءَ فى إحْدَى حتى يضم الى غيره* وقال أحمد بن يحيى* واحِدٌ وأَحَدٌ ووَحَدٌ بمعنًى والحادى فى الحادى عَشَرَ كانه مقلوب الفاء الى موضع اللام واذا أُجْرِىَ هذا الاسمُ على القديم سبحانه جاز أن يكون الذى هو اسم كقولنا شئ ويقوى الاول (١) قوله تعالى (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) وقوله
يَحْمِى الصَّريمةَ أُحْدانُ الرِّجالِ لَهُ |
|
صَيْدٌ ومُسْتَمِعٌ باللَّيلِ هَمَّاسُ |
* قال ابن جنى* همزة أُحْدانٍ بدلٌ من واو لانه جمع واحد الذى بمنزلة من لا نظير له وليس أُحْدانٌ جمع واحد الذى يُراد به العددُ لان ذلك لا يثنى ولا يُجْمَع ألا تَرى أنهم قد اسْتَغْنَوْا عن تثنيته باثنين وعن جماعته بثلاثة وقد قال الشاعر
__________________
(١) قوله جاز ان يكون الى قوله ويقوى الاول كذا بالاصل وفى العبارة نقص ظاهر فحرر اه مصححه