[بناء قبّة فوق قبر أبي حنيفة]
وفيها بنى عميد بغداد على قبر أبي حنيفة قبّة عظيمة وأنفق عليها الأموال (١).
__________________
(١) المنتظم ٨ / ٢٤٥ (١٦ / ١٠٠) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٥٤ ، زبدة التواريخ ١٤٤ ، وفيات الأعيان ٥ / ٤١٤ ، ٤١٥ ، مرآة الجنان ٣ / ٨٣ ، البداية والنهاية ١٢ / ٩٥.
قال ابن خلّكان : «وبنى شرف الملك أبو سعد محمد بن منصور الخوارزمي مستوفي مملكة السلطان ملك شاه السلجوقي على قبر الإمام أبي حنيفة مشهدا وقبّة ، وبنى عنده مدرسة كبيرة للحنفية ، ولما فرغ من عمارة ذلك ركب إليها في جماعة من الأعيان ليشاهدوها ، فبينا هم هناك إذ دخل عليهم الشريف أبو جعفر مسعود المعروف بالبياضي الشاعر ، وأنشده :
ألم تر أنّ العلم كان مبدّدا |
|
فجمّعه هذا المغيّب في اللّحد |
كذلك كانت هذه الأرض ميتة |
|
فأنشرها فعل العميد أبي سعد |
فأجازه أبو سعد جائزة سنيّة.
... وكان بناء المشهد والقبّة في سنة تسع وخمسين وأربعمائة ، وقد تقدّم في ترجمة ألب أرسلان محمد والد السلطان ملك شاه أنه بنى مشهدا على قبر الإمام أبي حنيفة ، وكذلك وجدته في بعض التواريخ ، وقد غاب عني الآن من أين نقلته ، ثم وجدته بعد ذلك أن الّذي بنى المشهد والقبّة أبو سعد المذكور ، والظاهر أن أبا سعد بناهما نيابة عن ألب أرسلان المذكور ، وهو كان المباشر كما جرت عادة النواب مع ملوكهم ، فنسبت العمارة إليه بهذه الطريق ، ويدلّ على ذلك أن تاريخ العمارة في أيام ألب أرسلان ، وأبو سعد كان مستوفيا في أيامه ، ثم استمر على وظيفته في أيام ولده ملك شاه ، وهذا إنما ذكرته لنجمع بين النقلين ، والله أعلم». (وفيات الأعيان ٥ / ٤١٤ ، ٤١٥).