فأردت أن أقول له : إنّ كانت لك والدة قل لها تدعو لك ، فاستحييت منه ، أو كما قال (١).
وقال أبو نصر الطّريثيثيّ : سمعت سليما يقول : علّقت عن شيخنا أبي حامد جميع التّعليق ، وسمعته يقول : وضعت منّي صور ، ورفعت بغداد من أبي الحسن بن المحامليّ (٢).
قال ابن عساكر (٣) : بلغني أنّ سليما تفقّه بعد أن جاز الأربعين ، وقرأت بخطّ غيث الأرمنازيّ : غرق سليم الفقيه في بحر القلزم عند ساحل جدّة بعد الحجّ في صفر سنة سبع وأربعين. وقد نيّف على الثّمانين.
وكان رحمهالله فقيها مشارا إليه. صنّف الكثير في الفقه وغيره ، ودرّس.
وهو أوّل من نشر هذا العلم بصور ، وانتفع به جماعة ، منهم الفقيه نصر (٤).
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٤٥ ، ٦٤٦ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٣٩٠ ، ٣٩١.
(٢) وسأله شخص : ما الفرق بين مصنّفاتك ومصنّفات رفيقك المحامليّ؟ معرّضا بأنّ تلك أشهر ، فقال : الفرق أنّ تلك صنّفت بالعراق ، ومصنّفاتي صنّفت بالشام ، (طبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٥٦٣).
(٣) في «تبيين كذب المفتري» ٢٦٢.
(٤) وحكي عن سبب انتقاله إلى صور فقيل إنه عند ما توفي الشيخ أبو حامد الأسفرائيني جلس سليم فدرّس مكانه ، وكان أبوه أيوب لا يزال حيّا ، فحضر إلى بغداد ، فرآه يوما وقد فرغ من التدريس لكبار الطلبة وجلس لإقراء المبتدءين ، فلم يفرّق بينه وبين مؤدّب الصبيان ، فقال : يا سليم ، إذا كنت تقرئ الصبيان في بغداد ، فارجع إلى بلدك ، وأنا أجمع عليك صبيان القرية لتقرئهم ، فأدخل والده إلى بيته ليأكل شيئا ، وأعطى مفتاح البيت إلى بعض الطلبة وقال له : إذا فرغ والدي من أكله فأعطه مفتاح البيت ليأخذ ما فيه ، ثم سافر سليم إلى الشام ونزل ثغر صور مرابطا ينشر العلم ، فتخرّج عليه فيها غير الفقيه نصر المقدسي : أبو علي الحسن بن محمد بن أحمد الكرماني السرجاني نزيل بغداد ، وأبو زكريا يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام الشيبانيّ التبريزي الخطيب الأديب اللغوي ، وأبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي البشكري المقرئ الجوّال المتوفى سنة ٤٦٥ ه ، وأبو علي الحسين بن أحمد بن عبد الواحد الصوري التاجر الوكيل ، والقاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الصوري الكتاني ، وهو قال : إنّ سليما قدم علينا صور سنة ٤٤٠ م فسمع عليه جميع كتاب «المجمل» في اللغة بقراءته على مصنّفه ، وأبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن القاسم الصوري المعدّل المعروف بابن =