وثلاثين وثلاثمائة ، وسكن بغداد ومات بها في أوّل يوم من رجب (١). تفقّه في حداثته ، وصنّف في الفقه ، ثمّ اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إماما (٢).
وقال الخطيب (٣) : حدّثني أحمد بن غانم الحمّاميّ ، وكان صالحا ، أنّه نقل البرقانيّ من بيته ، فكان معه ثلاثة وستون سفطا وصندوقا ، كلّ ذلك مملوء كتبا (٤).
وقال البرقانيّ : دخلت أسفرايين ومعي ثلاثة دنانير ودرهم ، فضاعت الدّنانير وبقي الدّرهم ، فدفعته إلى خبّاز (٥) ، وكنت آخذ منه في كلّ يوم رغيفين ، وآخذ من بشر بن أحمد جزءا (٦) فأكتبه وأفرغ منه بالعشيّ ، فكتبت (٧) ثلاثين جزءا ، ثمّ نفذ ما كان عند الخبّاز (٨) ، فسافرت (٩).
قلت : كتاب «المصافحة» له من عالي ما يسمع اليوم. تفرّد بها بيبرس العديميّ بحلب. وعند أبي بكر بن عبد الدّائم قطعة من الكتاب يرويها عن النّاصح ، عن شهدة ، عن ابن العرب ، عنه.
وقال الخطيب (١٠) في ترجمة البرقانيّ : حدّثني عيسى بن أحمد الهمدانيّ ، أنا البرقانيّ سنة عشرين قال : حدّثني أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب ، نا محمد بن موسى الصّيرفيّ ، نا الأصمّ ، نا الصّغانيّ (١١) ، نا أبو زيد (١٢) الهرويّ ، نا
__________________
(١) وذكر السنة بعد ذلك.
(٢) تاريخ دمشق ٧ / ١٧٢.
(٣) وروايته في تاريخه ٤ / ٣٧٥ : «حدّثني أحمد بن غانم الحمّامي ـ وكان شيخا صالحا يديم الحضور معنا في مجالس الحديث ـ قال : انتقل أبو بكر البرقاني من الكرخ إلى قرب باب الشعير ، فسألني أن أشرف على حمّالي كتبه وقال : إن سئلت عنها في الكرخ فعرّفهم أنها دفاتر لئلّا يظنّ أنها إبريسم». ثم ذكر الباقي كما هو أعلاه.
(٤) انظر : تاريخ دمشق ٧ / ١٧١.
(٥) في تاريخ بغداد : «بقال» ، ومثله في : تاريخ دمشق.
(٦) وزاد : «من حديثه ، وأدخل مسجد الجامع».
(٧) في تاريخ بغداد : «فكتبت في مدة شهر».
(٨) في تاريخ بغداد : «ما كان لي عند البقال فخرجت عن البلد».
(٩) تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٥ ، تاريخ دمشق ٧ / ١٧١.
(١٠) في تاريخه ٤ / ٣٧٤.
(١١) كذا ، وفي تاريخ بغداد : «الصاغاني».
(١٢) في تاريخ بغداد : «أبو يزيد».