عارفا بالفقه ، له حظّ من علم العربيّة ، كثير الحديث (١). صنّف مسندا ضمّنه ما اشتمل عليه «صحيح البخاريّ» و «مسلم» (٢). وجمع حديث الثّوريّ ، وشعبة (٣) ، وعبيد الله بن عمر ، وعبد الملك بن عمير ، وبيان بن بشر ، ومطر الورّاق ، وعيرهم. ولم يقطع التّصنيف حتّى مات (٤).
وكان حريصا على العلم ، منصرف الهمّة إليه. سمعته يقول لرجل من الفقهاء الصّلحاء : أدع الله أن ينزع شهوة الحديث من قلبي ، فإنّ حبّه قد غلب عليّ ، فليس لي اهتمام في اللّيل والنّهار إلّا به. أو نحو هذا.
وكنت كثيرا أذاكره الأحاديث ، فيكتبها عنّي ، ويضمّنها جموعه (٥).
وسمعت الأزهريّ يقول : البرقانيّ إمام إذا مات ذهب هذا الشّأن (٦).
وسمعت محمد بن يحيى الكرمانيّ الفقيه يقول : ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادة من البرقانيّ (٧).
وسألت الأزهريّ : هل رأيت شيخا أتقن من البرقانيّ؟ قال : لا (٨).
وسمعت أبا محمد الخلّال ذكر البرقانيّ فقال : كان نسيج وحده (٩).
وقال الخطيب (١٠) وأنا ما رأيت شيخا أثبت منه.
وقال أبو الوليد الباجيّ : أبو بكر البرقاني ثقة حافظ (١١).
قلت : وذكره أبو إسحاق في «طبقات الشّافعية» (١٢) فقال : ولد سنة ستّ
__________________
(٦) زاد في تاريخ بغداد بعدها : «حافظا للقرآن».
__________________
(١) زاد بعدها : «حسن الفهم له ، والبصيرة فيه».
(٢) منه نسخة في تركيا بمكتبة آصفية ، رقمها ١ / ٦٧٠ حديث ٥٩٥ كتبت سنة ١١٣١ ه. (انظر تاريخ التراث العربيّ ١ / ٤٧٤).
(٣) زاد : «وأيّوب».
(٤) زاد : «وهو يجمع حديث مسعر».
(٥) تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٤ ، الأنساب ٢ / ١٥٧ ، ١٥٨ ، تاريخ دمشق ٧ / ١٧٠.
(٦) تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٥ ، تاريخ دمشق ٧ / ١٧٠ وفيها زيادة : «يعني الحديث» ، المنتظم ٨ / ٨٠.
(٧) تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٥ ، المنتظم ٨ / ٨٠ ، تاريخ دمشق ٧ / ١٧٠.
(٨) تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٥ ، المنتظم ٨ / ٨٠ ، تاريخ دمشق ٧ / ١٧٠.
(٩) تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٥ ، المنتظم ٨ / ٨٠ ، تاريخ دمشق ٧ / ١٧٠.
(١٠) تقدّم قوله قبل قليل.
(١١) تاريخ دمشق ٧ / ١٧١.
(١٢) طبقات الفقهاء ١٢٧.