[قراءة كتاب القادر بالله بتفضيل السّنّة]
وفيه جمع العلماء والقضاة في دار الخلافة ، وقرئ عليهم كتاب طويل عمله القادر بالله يتضمّن الوعظ وتفضيل مذهب السّنّة ، والطّعن على المعتزلة.
وفيه أخبار كثيرة في ذلك (١).
[قراءة كتاب ثان]
وفي رمضان جمعوا أيضا وقرأ عليهم أبو الحسن بن حاجب النّعمان كتابا طويلا عمله القادر بالله ، فيه أخبار وفاة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وفيه ردّ على من يقول بخلق القرآن ، وحكاية ما جرى بين عبد العزيز وبشر المريسيّ ، ثمّ ختمه بالوعظ والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر (٢).
[قراءة كتاب ثالث]
وفي ذي القعدة جمعوا لكتاب ثالث في فضل أبي بكر ، وعمر ، وسبّ من يقول بخلق القرآن ، وأعيد فيه ما جرى بين عبد العزيز (٣) وبشر المريسيّ (٤). وأقام النّاس إلى بعد العتمة حتّى فرغ ، ثمّ أخذ خطوطهم بحضورهم وسماع ما سمعوه (٥).
[خطبة الشيعيّ بجامع براثا]
وكان يخطب بجامع براثا (٦) شيعيّ فيظهر شعارهم. فتقدّم إلى أبي
__________________
(١) المنتظم ٨ / ٤١ ، مرآة الجنان ٣ / ٣٤ ، العبر ٣ / ١٣٤ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٦.
(٢) المنتظم ٨ / ٤١ ، العبر ٣ / ١٣٤ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٦.
(٣) هو صاحب كتاب «الحيدة».
(٤) المتوفّى سنة ٢١٨ ه.
(٥) المنتظم ٨ / ٤١ ، مرآة الجنان ٣ / ٣٤ ، العبر ٣ / ١٣٤ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٦.
(٦) براثا : بالثاء المثلّثة. محلّة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محوّل ، وكان لها جامع مفرد تصلّي فيه الشيعة ، وقد خرب عن آخره. وكذلك المحلّة لم يبق لها أثر. قال ياقوت الحموي : فأما الجامع فأدركت أنا بقايا من حيطانه ، وقد خربت في عصرنا واستعملت في الأبنية ، وفي سنة ٣٢٩ فرغ من جامع براثا وأقيمت فيه الخطبة ، وكان قبل مسجدا يجتمع فيه قوم من الشيعة يسبّون الصحابة فكبسه الراضي بالله وأخذ من وجده فيه وحبسهم وهدمه حتى سوّى به الأرض ، وأنهى الشيعة خبره إلى بجكم الماكاني أمير الأمراء ببغداد فأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وإحكامه ، وكتب في صدره اسم الراضي ، ولم تزل الصلاة تقام فيه إلى بعد الخمسين=