عليهم القتل والقطع والنّفي على مراتب جناياتهم إن لم يكونوا من أهل الإلحاد. فكيف واعتقادهم لا يخلو من التّشيّع والرّفض والباطن. وذكر هؤلاء الفقهاء أنّ أكثر هؤلاء القوم لا يصلّون ولا يزكّون ، ولا يعترفون بشرائط الدين ، ويجاهرون بالقذف وشتم الصّحابة. والأمثل منهم معتقد مذهب الاعتزال ، والباطنيّة منهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر.
وحكموا ـ يعني الفقهاء ـ بأنّ رستم بن عليّ في حباله خمسون امرأة من الحرائر ، ولدن له ثلاثة وثلاثين نفسا. وحوّل رايته إلى خراسان ، فانضمّ إليه أعيان المعتزلة والرّافضة. ثمّ نظر فيما احتجبه رستم ، فعثر من الجواهر على ما قيمته خمسمائة ألف دينار.
ثمّ ذكر أشياء من الذّهب والسّتور والفرش ، إلى أن قال : فخلت هذه البقعة من دعاة الباطنيّة وأعيان الرّوافض ، وانتصرت السّنّة. فطالع العبد بحقيقة ما يسّره الله تعالى لنصر الدّولة القاهرة (١).
[انقضاض كوكب]
وفي رجب انقضّ كوكب عظيم أضاءت له الأرض ، وكان له دويّ كدويّ الرّعد (٢).
[اضطراب الأمر ببغداد]
وفي شعبان اضطرب أمر بغداد وكثرت العملات. وكبس العيّارون المحالّ (٣).
[غور الماء في الفرات]
وأيضا غار الماء في الفرات غورا شديدا ، وبلغ أجرة طحن الكارة الدّقيق دينارا (٤).
__________________
(١) راجع نصّ الكتاب في : المنتظم ٨ / ٣٨ ـ ٤٠ ، والخبر باختلاف الرواية في : الكامل في التاريخ ٩ / ٣٧١ ، ٣٧٢ ، ونهاية الأرب ٢٦ / ٦٥ ، ٦٦ ، وهو باختصار شديد في : تاريخ حلب للعظيميّ ٣٢٩ ، وانظر : مرآة الجنان ٣ / ٣٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٦.
(٢) المنتظم ٨ / ٤٠ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٣٩٣.
(٣) المنتظم ٨ / ٤٠ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٣٩٣.
(٤) المنتظم ٨ / ٤٠.