[وزارة ابن ماكولا]
فخلع على شرف الملك أبي سعد بن ماكولا وزيره ، ولقّبه «علم الدّين ، سعد الدّولة ، أمين الملّة ، شرف الملك». وهو أوّل من لقّب بالألقاب الكثيرة (١).
قلت : ولعلّه أول من لقّب باسم مضاف إلى الدّين.
[ميل الجند إلى سلطنة أبي كاليجار]
ثمّ إنّ الجند عدلوا إلى الملك أبي كاليجار ونوّهوا باسمه ، وكان وليّ عصر أبيه سلطان الدّولة الّذي استخلفه بهاء الدّولة عليهم فخطب لهذا ببغداد ، وكوتب جلال الدّولة بذلك ، فأصعد من واسط (٢).
[رسالة ابن سبكتكين إلى القادر بالله]
وكان قد نفّد صاحب مصر إلى محمود بن سبكتكين حاجبه مع أبي العبّاس أحمد بن محمد الرّشيديّ الملقّب بزين القضاة. فجلس القادر بالله بعد أن أحضر القضاة والأعيان ، وحضر أبو العبّاس الرّشيديّ وأحضر ما كان حمله صاحب مصر ، وأدّى رسالة محمود بن سبكتكين بأنّه الخادم المخلص الّذي يرى الطّاعة فرضا ، ويبرأ من كلّ من يخالف الدّعوة العبّاسيّة (٣).
فلمّا كان بعد اليوم أحرقت تلك الخلع الّتي من صاحب مصر كما ذكرنا ، وسبك مركب فضّة أهداه ، فكان أربعة آلاف وخمسمائة وستّين درهما ، فتصدّق به على ضعفاء الهاشميّين (٤).
[تفاقم أمر العيّارين في بغداد]
وتفاقم أمر العيّارين ، وأخذوا النّاس جهارا ، وفي اللّيل بالمشاعل والشّمع.
كانوا يدخلون على الرّجل فيطالبونه بذخائره ويعذّبونه.
__________________
(١) المنتظم ٨ / ٢١ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٣٤٧ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٨.
(٢) تاريخ حلب للعظيميّ ٣٢٦ ، الإنباء في تاريخ الخلفاء ١٨٦ ، المنتظم ٨ / ٢١ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٣٤٦ ، تاريخ مختصر الدول ١٨٠ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٢٥١ ، مآثر الإنافة ١ / ٣٢١.
(٣) المنتظم ٨ / ٢١ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٣٥٠.
(٤) المنتظم ٨ / ٢١ ، ٢٢ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٣٥٠.