وتطيب وجلس في أعلى منزله وحمد الله تعالى وأفادني شيئا. واستفادة أبي حنيفة من الصادق عليهالسلام ظاهرة غنية عن البرهان وهذه الفضائل لم تحصل لأحد من الصحابة فيكون علي عليهالسلام أفضل منهم.
المسألة الثامنة
في إمامة باقي الأئمة الاثني عشر عليهالسلام
قال : والنقل المتواتر دل على الأحد عشر ولوجوب العصمة وانتفائها عن غيرهم ووجود الكمالات فيهم.
أقول : لما بين أن الإمام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو علي بن أبي طالب عليهالسلام شرع في إمامة الأئمة الأحد عشر وهم الحسن بن علي ثم أخوه الحسين ثم علي بن الحسين زين العابدين ثم محمد بن علي الباقر ثم جعفر بن محمد الصادق ثم موسى بن جعفر الكاظم ثم ولده علي الرضا ثم ولده محمد الجواد ثم ولده علي الهادي ثم ولده الحسن العسكري ثم الإمام المنتظر. واستدل على ذلك بوجوه ثلاثة : الأول النقل المتواتر من الشيعة خلفا عن سلف فإنه يدل على إمامة كل واحد من هؤلاء بالتنصيص وقد نقل المخالفون ذلك من طرق متعددة تارة على الإجمال وأخرى على التفصيل كما روى عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم متواترا أنه قال للحسين عليهالسلام هذا ابني إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم وغير ذلك من الأخبار وروي عن مسروق وقال بينا نحن عند عبد الله بن مسعود إذ قال له شاب هل عهد إليكم نبيكم صلىاللهعليهوآلهوسلم كم يكون من بعده خليفة قال إنك لحديث السن وإن هذا شيء ما سألني أحد عنه نعم عهد إلينا نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يكون بعده اثنا عشر خليفة عدد نقباء بني إسرائيل. (الوجه الثاني) قد بينا أن الإمام يجب أن يكون معصوما وغير هؤلاء ليسوا معصومين إجماعا فتعينت العصمة لهم وإلا لزم خلو الزمان عن المعصوم وقد بينا استحالته. (الوجه الثالث) أن الكمالات النفسانية والبدنية بأجمعها موجودة في كل واحد