عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يكن أحد يحفظه وهو أول من جمعه ونقل الجمهور أنه تأخر عن البيعة بسبب اشتغاله بجمع القرآن العظيم وأئمة القراء يسندون قراءاتهم إليه كأبي عمرو بن أبي العلاء وعاصم وغيرهما لأنهم يرجعون إلى أبي عبد الرحمن السلمي وهو تلميذه عليهالسلام فيكون أفضل من غيره.
قال : ولإخباره بالغيب.
أقول : هذا وجه رابع عشر وتقريره أن عليا عليهالسلام أخبر بالغيب في مواضع كثيرة ولم تحصل هذه المرتبة لأحد من الصحابة فيكون أفضل منهم قطعا وذلك كإخباره بقتل ذي الثدية ولما لم يجده أصحابه بين القتلى قال والله ما كذبت ولا كذبت فاعتبرهم عليهالسلام حتى وجده وشق قميصه ووجد على كتفه سلعة كثدي المرأة عليها شعرات تنحدر كتفه مع جذبها وترجع مع تركها.
وقال له أصحابه إن أهل النهروان قد عبروا فقال عليهالسلام لم يعبروا فأخبروه مرة ثانية فقال لم يعبروا فقال جندب بن عبد الله الأزدي في نفسه إن وجدت القوم قد عبروا كنت أول من يقاتله فلما وصلنا النهر لم نجدهم عبروا فقال عليهالسلام يا أخا الأزد أتبين لك الأمر وذلك يدل على اطلاعه على ما في ضميره.
وأخبر عليهالسلام بقتل نفسه في شهر رمضان وبولاية الحجاج وانتقامه وبقطع يد جويرية بن مسهر ورجله وصلبه على جذع ففعل به ذلك في أيام معاوية وبصلب ميثم التمار على باب عمرو بن حريث عاشر عشرة وأراه النخلة التي يصلب على جذعها فكان كما قال ، وبذبح قنبر فذبحه الحجاج.
وقيل له قد مات خالد بن عرفطة بوادي القرى فقال لم يمت ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة صاحب رايته حبيب بن جماز فقام رجل من تحت المنبر فقال والله إني لك لمحب وأنا حبيب قال إياك أن تحملها ولتحملنها فتدخل بها من هذا الباب وأومى إلى باب الفيل فلما بعث ابن زياد عمر بن سعد إلى قتال الحسين عليهالسلام جعل على مقدمته خالدا وحبيب صاحب رايته فسار بها حتى دخل المسجد من باب الفيل. وقال