بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله ربّ العالمين والصلاة والسّلام على أشرف أنبيائه وخاتم رسله محمّد وعترته المنتجبين.
لا شكّ في أنّ علم الكلام من امّهات العلوم وأشرفها وذلك باعتبار موضوعه وما يبحث فيه من المسائل كمعرفة الخالق وصفاته الجلاليّة والجماليّه والمعاد وسائر اُصول الدين التي لابدّ للإنسان أن يؤمن بها عن معرفة وايقان واذغان ، ولا يجوز له التقليد فيها ، ولأهميّة هذا العلم وعظمته وجلالة موضوعه وأبحاثه اُلِّفت الكتب وصرفت فيه جهود أكابر العلماء وأساطين الفن ويعتبر المحقّق البارع الخواجة نصير الدين الطوسيّ قدّس الله روحه الزكيّة من أوّل مروّجي هذا العلم حيث ألّف كتاب تجريد الاعتقاد وهو كتاب دقيق متقن ، ولهذا نرى أنّ مثل العلّامة على الإطلاق ـ يعني الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي رضوان الله تعالى عليه صاحب العلوم العقليّة والنقليّة ـ قد أقدم على شرحه وتوضيح مرامه وسمّاه ب«كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد» ولله درّه على شرحه ، وحقّاً كما قيل «ولولا شرحه لما شرح هذا المتن» فعظمة هذا الكتاب يعرف من شخصيّة الماتن والشارح ، وبما أنّه من الكتب الدراسيّة في الحوزات اللعلميّة ومحطّ أنظار أهل العلم والفضل فلابدّ أن يكون سالماً من الأغلاط وخالياً من التشويهات والأوهام التي حصلت فيه إثر مرور الأزمنة المتمادية ، ولذلك قام المحقّق الكبير سماحة الاُستاذ الشيخ حسن حسن زاده الآملي أدام الله أيّام إفاضاته بجهود كثيرة وطاقات مشكورة ، وبذل وقته الشريف في مقابلة الكتاب لنسخ خطيّة قيّمة عزيزة الوجود وعلّق عليه بتعلقات أنيفة أزاح عنه التشويشات وأنار بقلمه المبهمات.
وبما أنّ المؤسّسة رغبت ـ كعادتها ـ أن تقدّم خدمة لطلبة العلم والحوزات العلميّة في هذا المجال قامت بنشر هذا الكتاب شاكرة مساعي المحقّق الاُستاذ سائلة من الله سبحانه التوفيق له ولهما لبثّ المعارف الاسلاميّة في النفوس المشتاقة لادراكها وتطبيقها في شؤون حياتهم ومجتمعاتهم إنّه خير ناصرٍ ومعين.
|
مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة |