وأرسلوا عليه حجرا أهلكه ، فانصرف به خواصّه إلى الدّمستق ، وكان قد أسر من أعيان حلب ألفا ومائتين فضرب أعناقهم بأسرهم ، وردّ إلى أرض الروم ولم يردّ أهل القرى ، وقال لهم : ازرعوا فهذا بلدنا ، وبعد قليل نعود إليكم (١).
* * *
وفيها كتبت الشيعة ببغداد على أبواب المساجد لعنة معاوية ولعنة من غصب فاطمة حقّها من فدك (٢) ، ومن منع الحسن أن يدفن مع جدّه ، ولعنة من نفى أبا ذرّ. ثم إنّ ذلك محي في الليل ، فأراد معزّ الدولة إعادته ، فأشار عليه الوزير المهلّبيّ أن يكتب مكان ما محي : لعن الله الظالمين لآل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وصرّحوا بلعنة معاوية فقط (٣).
* * *
وفيها أسرت الروم أبا فراس بن سعيد بن حمدان من منبج (٤) وكان واليها (٥).
* * *
__________________
(١) قارن ذلك مع : تجارب الأمم ـ ج ٢ / ١٩٢ ـ ١٩٤ ، تكملة تاريخ الطبري ١٨١ و ١٨٢ ، الكامل في التاريخ ـ ج ٨ / ٥٤٠ ـ ٥٤٢ ، مرآة الجنان ٢ / ٣٤٦ ، البداية والنهاية ١١ / ٢٣٩ و ٢٤٠ ، وتاريخ يحيي بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) ، وزيدة الحلب ١ / ٨٣٤ ـ ١٣٩.
(٢) فدك : بالتحريك ، قرية بالحجاز ، أفاءها الله على رسوله صلىاللهعليهوسلم في سنة ٧ صلحا ، ثم نحلها الرسول صلىاللهعليهوسلم لابنته فاطمة ، وفي هذا رواية طويلة. (انظر : فتوح البلدان للبلاذري ـ ق ١ / ٣٢ ـ ٣٨ ، معجم البلدان ـ ج ٤ / ٢٣٨ و ٢٣٩). وانظر : سيرة ابن هشام ـ ج ٣ / ٢٨٦ ، ٢٨٧ (بتحقيقنا) والجزء الأول من تاريخ الإسلام الخاص بالمغازي ـ ص ٤٢٢ (بتحقيقنا أيضا).
(٣) المنتظم ٧ / ٨ ، الكامل في التاريخ ٨ / ٥٤٢ ، ٥٤٣.
(٤) منبج : بالفتح ثم السكون وباء موحّدة مكسورة وجيم. مدينة كبيرة واسعة قريبة من حلب.
(معجم البلدان ٥ / ٢٠٥ و ٢٠٦).
(٥) تكملة تاريخ الطبري ١٨٠.