سمع منه ابن الفرضيّ.
محمد بن فرج بن سبعون (١) ، أبو عبد الله النحلي (٢) ، ويعرف بابن أبي (٣) سهل الأندلسي البجّاني (٤).
رحل وسمع بمكة من ابن الأعرابي ، وجماعة.
محمد بن محمد بن بقيّة (٥) بن علي ، نصير الدولة ، أبو الطّاهر وزير عزّ الدّولة بختيار بن معزّ الدّولة.
كان أحد الأجواد والرؤساء ، أصله من أوانا (٦) من عمل بغداد ، استوزر سنة اثنتين وستّين ، وقد تقلّب به الدهر ألوانا ، حتى بلغ الوزارة ، فإنّ أباه كان فلّاحا ، وآل أمره إلى ما آل ، ثم خلع عليه المطيع لله ، واستوزره أيضا ، ولقّبه النّاصح ، مضافا إلى نصير الدولة ، فصار له لقبان ، وكان قليل العربيّة ، ولكنّ السّعد والإقبال غطّى (٧) ذلك. وله أخبار في الجود والإفضال ، وكان كثير التّنعّم والرّفاهية. وله أخبار في ذلك. وقبض عليه بواسط في آخر سنة ستّ وستّين ، وسملوا عينيه. وكان نوّاب (٨) لمعزّ الدّولة على عضد الدولة (٩) ، فلما قتل عزّ الدولة بختيار ، ملك عضد الدولة وأهلكه ، فيقال إنّه ألقاه تحت أرجل الفيلة ، ثم صلب عند البيمارستان العضدي في شوّال سنة سبع ، ويقال إنّه خلع في وزارته في عشرين يوما عشرين ألف خلعة.
__________________
(١) تاريخ علماء الأندلس ٢ / ٧٨ رقم ١٣٢١.
(٢) في الأصل «البجلي» وهو تحريف ، والتصويب من تاريخ ابن الفرضيّ.
(٣) تكرّر لفظ «ابن».
(٤) البجّاني : بالفتح ثم التشديد ، وألف ونون. نسبة إلى مدينة بجّانة بالأندلس من أعمال كورة إلبيرة. (معجم البلدان ١ / ٣٣٩).
(٥) النجوم الزاهرة ٤ / ١٣٠ ، شذرات الذهب ٣ / ٦٣ ـ ٦٥.
(٦) أوانا : بالفتح والنون. بليدة كثيرة البساتين والشجر ، من نواحي دجيل بغداد. (معجم البلدان ١ / ٢٧٤).
(٧) في الأصل «غطّا».
(٨) كذا في الأصل ، ولعلّها تصحيف «مؤيّدا».
(٩) تكرّرت عبارة «على عضد الدولة» في الأصل.