للرسول : إن توقّف عليك في ردّه فزد ما رأيت ، وقد رضيت أن آخذه وأذهب إلى أقصى الأرض ، فردّه عضد الدولة عليه (١).
وحجّ بالناس من العراق أبو عبد الله أحمد بن أبي الحسين العلويّ (٢).
وحجّت جميلة بنت ناصر الدولة ابن حمدان ومعها أخواها (٣) إبراهيم وهبة الله ، فضرب بحجّتها المثل ، فإنّها استصحبت أربعمائة جمل ، وكان معها عدّة محامل لم يعلم في أيّها كانت ، وكست المجاورين ، ونثرت على الكعبة لما رأتها عشرة آلاف (٤) دينار (٥) ، وسقت جميع أهل الموسم السّويق بالسّكّر والثلج (٦). كذا قال أبو منصور الثعالبي ، فمن أين لها ثلج؟ وقتل أخوها [هبة الله] (٧) في الطريق ، وأعتقت ثلاثمائة عبد ومائتي جارية ، وأغنت المجاورين بالأموال.
قال أبو منصور الثعالبي : خلعت على طبقات خمسين ألف ثوب ، وكان معها أربعمائة عمادية لا يدرى في أيّها كانت ، ثم ضرب الدهر ضرباته ، واستولى عضد الدولة على أموالها وحصونها وممالك أهل بيتها ، وأفضت بها الحال إلى كلّ قلّة وذلّة ، وتكشّفت عن فقر مدقع.
وقد كان عضد الدولة خطبها ، فامتنعت ترفّعا عليه ، فحقد عليها ، وما
__________________
(١) انظر هذا الخبر في : تكملة تاريخ الطبري ١ / ٢٣٣ و ٢٣٤ ، تجارب الأمم ٦ / ٣٧٢ ، المنتظم ٧ / ٨٣ و ٨٤ ، الكامل في التاريخ ٨ / ٦٧٣ ، العبر ٢ / ٣٤٠ ، دول الإسلام ٢ / ٢٢٦ ، تاريخ الخلفاء ٤٠٦ و ٤٠٧.
(٢) المنتظم ٧ / ٨٤.
(٣) في الأصل «أخوها».
(٤) في الأصل «ألف».
(٥) المنتظم ٧ / ٨٤ ، العبر ٢ / ٣٤٠ ، دول الإسلام ٢ / ٢٢٦ و ٢٢٧.
(٦) الخبر في : المنتظم ٧ / ٨٤ ، والعبر ٢ / ٣٤٠ ، ودول الإسلام ١ / ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، والبداية والنهاية ١١ / ٢٨٧ ، وشفاء الغرام ٢ / ٣٥٣ ، والنجوم الزاهرة ٤ / ١٢٦ ، ١٢٧ ، وشذرات الذهب ٣ / ٥٥.
(٧) في الأصل «الواحد» وما بين الحاصرتين عن (مرآة الزمان والنجوم الزاهرة ٤ / ١٢٦).