سماحته ، ثم خرج إلى الشام فهلك هناك (١).
وقطعت خطبة الطائع لله وغيرها من يوم العشرين من جمادى الأولى ، إلى أن أعيدت في عاشر رجب ، فلم يخطب في هذه الجمع في البلاد ، وذلك لأجل تشغب (٢) وقع بينه وبين عضد الدولة.
[وكان عضد الدولة] (٣) قد قدم العراق فأعجبه ملكها ، فعمل عليها ، واستمال الجند ، فتشغّبوا على عزّ الدولة ، فأغلق بابه ، وكتب عضد الدولة عن الطائع باستقرار الأمر لعضد الدولة على محمد بن بقية وزير عزّ الدولة ، ثم اضطربت الأمور على عضد الدولة ، ولم يبق بيده غير بغداد ، فنفّذ إلى والده ركن الدولة يعلمه أنّه قد خاطر بنفسه وجنده ، وقد هذّب مملكة العراق واستعاد الطائع إلى داره ، وأنّ عزّ الدولة عاص لا يقيم دولة ، فلمّا بلغه غضب وقال للرسول : قل له : خرجت في نصرة ابن أخي أو في الطمع في مملكته؟ فأفرج عضد الدولة عن عزّ الدولة بختيار ، ثم خرج إلى فارس (٤).
* * *
وفيها عدمت الأقوات حتى أبيع كرّ الدّقيق بمائة وسبعين (٥) دينارها ، والتمر ثلاثة أرطال بدرهم.
ولم يخرج وفد من بغداد بل خرجت طائفة من الخراسانية (٦) مخاطرة ، فلحقتهم شدّة.
* * *
__________________
(١) راجع هذه الحكاية في تكملة تاريخ الطبري ١ / ٢١٧ والمنتظم ٧ / ٧٥ والإمتاع والمؤانسة ٣ / ٢٦٠ والنجوم ٤ / ١٠٧ و ١٠٨.
(٢) هكذا في الأصل ، وفي المنتظم «تشعث» وفي العبر ٢ / ٣٣٢ (شغب).
(٣) ما بين الحاصرتين إضافة من المنتظم ٧ / ٥٧.
(٤) قارن بالمنتظم ٧ / ٧٥ و ٧٦ والعبر ٢ / ٣٣٢ ودول الإسلام ٢ / ٢٢٥.
(٥) في تكملة تاريخ الطبري ١ / ٢٢١ «بمائة وخمسة وسبعين دينارا» وفي المنتظم ٧ / ٧٦ «بمائة ونيّف وسبعين دينارا».
(٦) في الأصل «الخراسيين» والتصويب من المنتظم.