من قريش معهم ،
فقالوا : ما رضي أن يضرب لابن عمّه مثلا إلّا عيسى ابن مريم ، فأنزل الله تعالى
على نبيّه (وَلَمَّا ضُرِبَ
ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً) ـ إلى قوله تعالى ـ (لَجَعَلْنا مِنْكُمْ) ـ يعني من بني هاشم ـ (مَلائِكَةً فِي
الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) .
ونحوه رواه في المناقب ، ومجمع
البيان ، والتهذيب ، والقمّيّ ، باختلاف يسير لا يقدح في المطلب. وبالجملة هو المشهور في
روايات الأصحاب ، ومعنى يصدّون : يضجّون أو يعرضون.
ومن رجال
المخالفين : فقد رواه أحمد بن حنبل في مسنده بطرق ثمانية على ما ضبطها بعض المحدّثين ، وابن
المغازليّ في المناقب ، ومحمّد بن عبد الواحد التميميّ في الجزء الثالث من جواهر الكلام في حروف النداء ، وابن عبد ربّه في كتاب العقد الفريد .
فما ذكره
المفسّرون في الآية وجوه محتملة ، هي اجتهاد في مقابلة النّصوص المعتبرة من
الفريقين ، وتفسير بالرأي المنهيّ عنه ، وهذا الحديث من تمثيله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام بعيسى ابن مريم عليهماالسلام.
وقوله صلىاللهعليهوآله : لو لا أن تقول فيك طائفة من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى
ابن مريم ، لقلت فيك قولا لا تمرّ بملإ إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون
__________________