إنّما أنت منذر لعباد |
|
وعليّ لكلّ قوم هاد |
ثمّ أقول : قوله «يا عليّ بك يهتدي المهتدون» يفيد حصر الاهتداء في الاقتداء به عليهالسلام وهو قصر افراد ، في مقابل من زعم الاهتداء بغيره من الصّحابة أيضا كأبي بكر وأخويه.
أقول : اختلفوا في الهادي ، فقيل : هو الله سبحانه ، وقيل : هو النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وهذا بناء على عطف (هادٍ) على (مُنْذِرٌ) ، أي إنّما أنت منذر وهاد لكلّ قوم. وقيل : كلّ من يصلح للدّعوة.
وقال أصحابنا (١) : هو الإمام المعصوم القيّم على الدّين ، المستحفظ لسنن المرسلين ؛ وهذا هو الصحيح عملا بتواتر قول النبيّ صلىاللهعليهوآله : أنا المنذر وأنت الهادي يا عليّ ، بك يهتدي المهتدون من بعدي ؛ كما رواه ثقات الفريقين ، ولأنّ عطف (هادٍ) على (مُنْذِرٌ) يقتضي فصل (لِكُلِّ قَوْمٍ) بين حرف العطف والمعطوف ، وهو خلاف المحاورة والأصل ؛ فتعيّن ما قاله أصحابنا ، وأكثر الجمهور على كون (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) جملة مستقلّة قدّم فيها الخبر ، وثابت لكلّ قوم هاد في الوضع الالهيّ يهديهم سبل السلام ، وعلى هذا تكون الآية دليلا على ما تقرّر عند أصحابنا في الكتب الكلاميّة في مصارع بحث الإمامة ، من أنّ أزمنة التكليف لا تخلو من حجّة لله تعالى على عباده ، وأنّ الأرض لا تخلو من إمام معصوم منصوب من الله ، قيّم على الدّين ، لئلّا يكون للنّاس على الله حجّة ، لقبح التكليف
__________________
قدر تعظيم او نداند كس |
|
آيت قدرت خداست عليّ |
از ولايت اگر سخن پرسى |
|
غرض نصّ انّما است عليّ |
سر اين آيت بديع بدان |
|
تا بدانى كه رهنما است عليّ |
انّما انت منذر لعباد |
|
وعليّ لكلّ قوم هاد |
(١) ـ الأصول من الكافي ١ : ١٩٢ ، رقم ٩ ؛ بصائر الدرجات ٢٩ ـ ٣١.