__________________
ـ فترى أن أزواج النبي (ص) كن يعتقدن أنهن يرثن منه (ص) ، ولم يسمعن منه هذا الحديث المختلق ، المخالف لكتاب الله ، بل بعد وفاته لم يتكلم به أحد إلى عشرة أيام.
وقد تقدم أن الفيىء ملك خالص له (ص) بنص القرآن ، وليس للمسلمين فيه حق ، كما صرح به (ص) في جواب سؤال عمر.
وأخرج ابن سعد في الطبقات ج ٢ ص ٣١٥ كلاما لعلي عليهالسلام ، يعرف منه اختلاق هذا الحديث ، قال : جاءت فاطمة إلى أبي بكر تطلب ميراثها ، وجاء العباس بن عبد المطلب يطلب ميراثه ، وجاء معهما علي ، فقال أبو بكر : قال رسول الله (ص) : لا نورث ، ما تركناه صدقة ، وما كان النبي يعول فعلي ، فقال علي : ورث سليمان داود ، وقال زكريا : يرثني ويرث من آل يعقوب؟ قال أبو بكر : هو هكذا ، وأنت والله تعلم مثل ما أعلم ، فقال علي : هذا كتاب الله ينطق ... الحديث ، وفي شرح النهج ج ٤ ص ٨١ عن أبي الطفيل ، قال : أرسلت فاطمة إلى أبي بكر : أنت ورثت رسول الله (ص) أم أهله؟ قال : بل أهله. قال : قلت : في هذا الحديث عجب ، لأنها قالت : أنت ورثت رسول الله (ص) أم أهله؟ وهذا تصريح بأنه (ص) موروث يرثه أهله ، وهو خلاف قوله لا نورث ..
ثم هناك قول علي (ع) : «بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء» (نهج البلاغة). وأما مطالبتها (ع) بالنحلة ، وهي «فدك» ، فقد أسلفنا جملة من مصادره فيما سبق. أضف إلى ذلك كلامها مع علي (ع) ، بعد رجوعها من المسجد : «هذا ابن أبي قحافة ، يبتزني نحيلة أبي ، وبليغة ابني» ، راجع مكاتيب الرسول للعلامة الأحمدي ج ٢ ص ٥٨١ (ط بيروت).
أضف إلى ذلك : ما ذكره أعلام القوم ، من كلام بضعة الرسول (ص) ، وشهادة علي (ع) ، وأم أيمن ، راجع : شرح النهج ج ٤ ص ٨٠ و ٨٢ والصواعق ص ٢٢ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٦٢ ، ووفاء الوفاء ج ٢ ص ١٦١
ثم طلب أبو بكر البينة لما ادعت أنها نحلتها ، كما في الكتب المذكورة.
وتدل أيضا : على أنها (ع) أصيبت بأبيها خير الآباء ، فجلست حزينة كئيبة مشغولة بالعزاء إلى أن مضت عشرة أيام ، فبلغها أن أبا بكر أخرج عمالها من فدك. راجع : مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٥٨١ ، وشرح النهج ج ٤ ص ٩٧
ومطالبتها بسهم ذوي القربى قد أخرجه كثير من الأعلام راجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٦٢ ، وفتوح البلدان ص ٤٤ ووفاء الوفاء ج ٢ ص ١٥٧ ، وصحيح مسلم ج ٢ ص ١٤٣ ، ومعجم البلدان ج ٤ ص ٢٣٩ ، وشرح النهج ج ٤ ص ٨٦. ـ