٧٣٧ ـ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ابن الداخل عبد الرحمن بن معاوية الأمويّ المروانيّ (١).
النّاصر لدين الله أبو المطرّف صاحب الأندلس ، الملقّب أمير المؤمنين بالأندلس.
بقي في الإمرة خمسين سنة (٢) ، وقام بعده ولده الحكم.
وقد ذكرنا من أخباره في الحوادث. وكان أبوه قد قتله أخوه المطرّف في صدر دولة أبيهما. وخلف ابنه عبد الرحمن هذا ابن عشرين يوما.
وتوفّي جدّه عبد الله الأمير في سنة ثلاثمائة ، فولي عبد الرحمن الأمر بعده جدّه. وكان ذلك من غرائب الوجود ، لأنّه كان شابّا وبالحضرة أكابر من أعمامه وأعمام أبيه.
وتقدّم هو ، وهو ابن اثنتين وعشرين سنة ، فاستقام له الأمر ، وابتنى مدينة الزّهراء ، وقسّم الخراج أثلاثا ، ثلثا للجند ، وثلثا يدّخره في النّوائب ، وثلثا للنّفقة في الزّهراء (٣). فجاءت من أحسن مدينة على وجه الأرض. واتّخذ لسطح العلية الصّغرى الّتي على الصّرح قراميد ذهب وفضّة ، وأنفق عليها أموالا هائلة ، وجعل سقفها صفراء فاقعة إلى بيضاء ناصعة ، تسلب الأبصار بلمعانها ، وجلس فيها مسرورا فرحا ، فدخل عليه القاضي أبو الحكم منذر بن سعيد البلّوطيّ ، رحمه
__________________
(١) انظر عن (عبد الرحمن بن محمد صاحب الأندلس) في :
العقد الفريد ٤ / ٤٥٢ ـ ٤٧٩ ، (الطبعة الجديدة لدار الكتاب العربيّ (١٩٩٠) ، والعيون والحدائق ج ٤ ق ٢ / ٢٢٤ ، وجذوة المقتبس للحميدي ١٣ ، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٩٩ ، وبغية الملتمس للضبيّ ١٧. والكامل في التاريخ ٨ / ٧٣ ، ٧٤ ، و ٥٣٥ و ٥٣٦ ، والحلّة السيراء ١ / ١٩٧ ـ ٢٠٠ رقم ٧٦ وانظر فهرس الأعلام في الجزء الثاني منه ، والمغرب في حلى المغرب ١ / ١٧٦ ـ ١٨١ ، والبيان المغرب ٢ / ١٥٦ وما بعدها ، والعبر ٢ / ٢٨٧ ، ودول الإسلام ١ / ٢١٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٦٢ ـ ٥٦٤ رقم ٣٣٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٤٩ ، ومرآة الجنان ٢ / ٣٤٥ ، والبداية والنهاية ١١ / ٢٣٨ ، ونفح الطيب ١ / ٣٥٣ ـ ٣٧١ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٣٣٠ ، وتاريخ الخلفاء ٤٠٠ ، وشرح رقم الحلل ١٤٩ ، ١٥٩.
(٢) قال ابن الأبّار : كانت خلافته خمسين سنة وستة أشهر وثلاثة أيام. لم يبلغها خليفة قبله. وقال :
أعظم بني أميّة بالمغرب سلطانا ، وأفخمهم في القديم والحديث شأنا ، وأطولهم في الخلافة بل أطول ملوك الإسلام قبله ـ عدة وزمانا. (الحلّة السيراء ١ / ١٩٧).
(٣) البيان المغرب ٢ / ٢٣١.