إبراهيم بن محمد النّسويّ المعدّل بمصر : سمعت أبا بكر بن الحدّاد ، وذكره بالفضل والدّين والاجتهاد ، يقول : أخذت نفسي بما رواه الرّبيع ، عن الشّافعيّ ، أنّه كان يختم في رمضان ستّين ختمة ، سوى ما يقرأ في الصّلاة. فأكثر ما قدرت عليه تسعا وخمسين ختمة. وأتيت في عيد رمضان بثلاثين ختمة.
قال الدّار الدّارقطنيّ : كان ابن الحدّاد كثير الحديث ، لم يحدّث عن غير أبي عبد الرحمن النّسائيّ ، وقال : رضيت به حجّة بيني وبين الله.
وذكر غيره أنّ الإمام أبا بكر بن الحدّاد حدّث عن : محمد بن عقيل الفريابيّ الفقيه ، وأبي يزيد القراطيسيّ ، وعمر بن مقلاص ، والنّسائيّ ، وغيرهم.
قاله ابن يونس.
ثمّ قال : كان يحسن النّحو والفرائض ، ويدخل على السّلاطين (١). وكان حافظا للفقه على مذهب الشّافعيّ. وكان كثير الصّلاة متعبّدا. ولي القضاء بمصر نيابة لابن هروان (٢) الرمليّ.
وقال غيره : حجّ ومرض في الرّجوع ، فلمّا وصل إلى الجبّ توفّي عند البئر والجمّيزة يوم الثّلاثاء لأربع بقين من المحرّم سنة أربع. وهو يوم دخول الحاجّ إلى مصر (٣).
وعاش تسعا وسبعين سنة وشهورا. ورّخه المسبّحيّ ، وقال : كان فقيها عالما كثير الصّلاة والصّيام. يصوم يوما ويفطر يوما ، ويختم القرآن في كلّ يوم وليلة ، قائما مصلّيا (٤).
قال : وصلّي عليه يوم الأربعاء ، ودفن بسفح المقطّم عند قبر والدته ، وحضر جنازته أبو القاسم بن الإخشيد ، وأبو المسك كافور ، والأعيان (٥).
__________________
(١) القول لابن يونس في تاريخ مصر : كان فيه بأو وفصاحة لسان ، وكان يحسن النحو والفرائص ، ويدخل على السلاطين .. (الولاة والقضاة ٥٥١ نقلا عن : رفع الإصر ، والتلخيص).
(٢) الولاة والقضاة ٥٥١.
(٣) الولاة والقضاة ٥٥٧.
(٤) الولاة والقضاة ٥٥٢.
(٥) وفيات الأعيان ٤ / ١٩٨.