فلمّا سمع كلامه قام قائما وشهر نفسه وقال : أيّها الشّيخ ، القصص بعدك حرام.
قال الخطيب : مات في ذي القعدة وله نيّف وثمانون سنة.
قلت : عند سبط السّلفيّ جزء عال من حديثه.
٢٦٠ ـ عليّ بن حمشاذ بن سختويه بن نصر (١).
أبو الحسن النّيسابوريّ المعدّل الإمام.
واسم حمشاذ محمد.
قال الحاكم : كان من أتقن مشايخنا وأكثرهم تصنيفا.
سمع : الحسين بن الفضل ، والفضل بن محمد الشّعرانيّ.
وحجّ سنة سبع وسبعين ، فسمع : محمد بن مندة بالرّيّ ، وإبراهيم بن ديزيل بهمذان ، والحارث التّميميّ ببغداد ، وعليّ بن عبد العزيز بمكّة ، وطائفة كبيرة.
وصنّف «المسند الكبير» في أربعمائة جزء ، وعمل الأبواب في مائتين وستّين جزءا ، والتّفسير في مائتين وثلاثين جزءا.
ومات فجأة في الحمّام يوم جمعة. ولمّا صلّينا عليه قال أبو العبّاس الأصمّ : كنت أقول : إذا متّ إنّما يكون السّوق في التّحديث لعليّ بن حمشاذ.
وسمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول : صحبت عليّ بن حمشاذ في الحضر والسّفر ، فما أعلم أنّ الملائكة كتبت عليه خطيئة.
وسمعت أبا أحمد الحاكم يقول : ما رأيت في مشايخنا أثبت في الرّواية والتّصنيف من عليّ بن حمشاذ.
قال : وولد سنة ثمان وخمسين ومائتين ، وتوفّي في شوّال.
قلت : روى عنه : ابن مندة ، وأبو الحسن بن محمد بن الحسين العلويّ ، وطائفة كبيرة.
__________________
(١) انظر عن (علي بن حمشاذ) في :
المنتظم ٦ / ٣٦٤ ، ٣٦٥ رقم ٥٩٤ ، والعبر ٢ / ٢٤٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٩٨ ـ ٤٠٠ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٥٥ ، ٨٥٦ ، ومرآة الجنان ٢ / ٢٣٧ ، والبداية والنهاية ١١ / ٢٢٢ وفيه «ممشاد» ، وطبقات الحفاظ ٣٥٨ ، وشذرات الذهب ٢ / ٣٤٨ ، وهدية العارفين ١ / ٦٧٩ ، ومعجم المؤلفين ٧ / ٨٥.