فقيل : إنّهم صاروا يكبسون دور الأمراء والكبراء ، فإن رأوا نبيذا أراقوه ، وإن صادفوا مغنّية ضربوها ، وكسروا آلة الملاهي ، وأنكروا في بيع النّاس وشرائهم ، وفي مشي الرجال مع الصّبيان. فنهاهم متولّي الشّرطة ، فما التفتوا عليه : فكتب الرّاضي توقيعا يزجرهم ويوبّخهم باعتقادهم : وأنّكم تزعمون أنّ الله على صوركم الوحشة ، وتذكرون أنّه يصعد وينزل. وأقسم : إن لم تنتهوا لأقتلنّ فيكم ولأحرقنّ دوركم (١).
[هبوب الريح ببغداد]
وفي الشّهر هبّت ريح عظيمة ببغداد ، واسودّت الدّنيا وأظلمت من العصر إلى المغرب برعد وبرق (٢).
[شغب الجند بابن مقلة]
وفيه شغب الجند بابن مقلة وهمّوا بالشّرّ (٣).
[قتل سعيد بن حمدان]
وكان سعيد بن حمدان قد ضمن الموصل وغيرها سرّا من ابن أخيه الحسن بن عبد الله بن حمدان ، وخلع عليه ببغداد ، فخرج سعيد في صورة أنّه يساعد ابن أخيه في الضّمان في خمسين فارسا ، فدخل الموصل ، فخرج ابن أخيه مظهرا لتلقّيه. ومضى العمّ إلى دار ابن أخيه فنزلها ، وسأل عنه فقيل : خرج لتلقّيك. فجلس ينتظره.
__________________
= واحد». وانظر : نص توقيع الراضي بالله إلى الحنبليّين ، المنتظم ٦ / ٢٧٦ ، تاريخ مختصر الدول ١٦٣ ، العبر ٢ / ١٩٦ ، ١٩٧ ، مرآة الجنان ٢ / ٢٨٦ ، ٢٨٧ ، البداية والنهاية ١١ / ١٨١ ، ١٨٢.
(١) الكامل في التاريخ ٨ / ٣٠٧ ـ ٣٠٩ ، تاريخ مختصر الدول ١٦٣ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٨٢ ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٢٦٧ ، تاريخ الخميس ٢ / ٣٩٢.
(٢) المنتظم ٦ / ٢٧٦ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٢٤٩ ، تاريخ الخلفاء ٣٩٢.
(٣) تقدّم مثل هذا الخبر قبل قليل. انظر ، تجارب الأمم ٥ / ٣٢٠ و ٣٢١ و ٣٢٣ ، والمنتظم ٦ / ٢٧٦ ، والكامل في التاريخ ٨ / ٣٢١ ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٣٦٨ ، مرآة الجنان ٢ / ٢٨٧ ، البداية والنهاية ١١ / ١٨٢.