فأرسل إليه الراضي ابن ياقوت القراريطيّ بأن قد قلّدوك أعمال طريق خراسان ، فقال للقراريطيّ : إنّ جندي لا يقنعون بهذا ، ومن أحقّ منّي بخدمة الخليفة؟
فقال : لو كنت تراعي أمير المؤمنين ما عصيته. فأغلظ له ، فقام من عنده وأدّى الرسالة إلى الخليفة (١).
وشخص إلى هارون معظم جند بغداد ، فبعث إليه محمد بن ياقوت يتلطّف به ، فلم يلتفت. ووقعت طلائعه على طلائع ابن ياقوت ، فظهر عليها ، ثمّ تقدّم إلى قنطرة نهربين (٢) ، واشتبكت الحرب ، فعبر هارون القنطرة ، وانفرد عن أصحابه على شاطئ النّهر ، وهو يظنّ أنّه يظفر بمحمد بن ياقوت ، فتقنطر به فرسه ، وبادره مملوك ابن ياقوت فقتله ، ومزّق جيشه ، ونهبهم عسكر ابن ياقوت ، وذلك في جمادى الآخرة (٣).
[وفاة السّجزيّ]
وفيها توفّي أبو جعفر السّجزيّ أحد الحجّاب. قيل : بلغ من العمر أربعين ومائة سنة. وكان يركب وحده وحواسّه جيّدة (٤).
[القبض على الخصيبي وابن مخلد]
وفيها قبض ابن مقلة على أبي العبّاس الخصيبيّ ، والحسن بن مخلد (٥) ونفاهما إلى عمان ، فرجعا إلى بغداد مختفيين.
[وفاة ابن المقتدر]
وفيها توفّي موسى بن المقتدر.
__________________
(١) العيون والحدائق ج ٤ ق ٢ / ٢٨ ، ٢٩.
(٢) في الأصل : «قنطرة النهروان» ، والتصحيح من المصادر.
(٣) تجارب الأمم ٥ / ٣٠٦ ـ ٣٠٩ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ٢ / ٣٠ ، ٣١ ، الإنباء في تاريخ الخلفاء ١٦٣ ، الأوراق ٦ ، ٧ ، الكامل في التاريخ ٨ / ٢٨٨ ، ٢٨٩ ، نهاية الأرب ٢٣ / ١٢٣ ، ١٢٤ ، العبر ٢ / ١٩٢ ، دول الإسلام ١ / ١٩٧ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٣٩٨.
(٤) انظر عن (السجزيّ) في : تكملة تاريخ الطبري ١ / ٨٥ وفيه «السجري» بالراء المهملة ، تاريخ الخلفاء ٣٩١.
(٥) في تكملة تاريخ الطبري ٨٦ ما يفيد أنّ المنفيّين هما : الخصيبي ، وسليمان بن الحسن.