اسمه سعيد ، ولقبه عبيد الله ، وزوج أمّه الحسين بن أحمد القدّاح. وكان كحّالا يقدح العين.
وقيل : إنّ عبيد الله لمّا سار من الشّام وتوصّل إلى سجلماسة أحسّ به ملكها أليسع آخر ملوك بني مدرار ، وأعلم بأنّه الّذي يدعو إليه أبو عبد الله الشّيعيّ بالقيروان ، فسجنه. فجمع الشّيعيّ جيشا من كتامة وقصد سجلماسة ، فلمّا قربوا قتله اليسع في السّجن ، وهرب. فلمّا دخل الشّيعيّ السّجن وجده مقتولا ، وخاف أن ينتقض عليه الأمر ، وكان عنده رجل من أصحابه يخدمه ، فأخرجه إلى الجند ، وقال : هذا المهديّ.
قلت : وهذا قول منكر. بل أخرج عبيد الله وبايع النّاس له ، وسلّم إليه الأمر ، ثمّ ندم ، ووقعت الوحشة بينهما كما قدّمنا قبل هذا في موضعه من هذا الكتاب.
آخر الأمر أنّ المهديّ قتل أبا عبد الله الشّيعي وأخاه ، ودانت له المغرب ، وبنى مدينة المهديّة ، والله أعلم.
* * *
[ظهور الشلمغانيّ]
وفيها ظهر محمد بن عليّ الشلمغانيّ (١) المعروف بابن أبي العزاقر (٢). وكان مستترا ببغداد ، وقد شاع أنّه يدّعي الألوهيّة ، وأنّه يحيي الموتى وله أصحاب.
فتعصّب له أبو عليّ بن مقلة ، فأحضره عند الرّاضي ، فسمع كلامه وأنكر ما قيل عنه ، وقال : إن لم تنزل العقوبة على الّذي باهلني بعد ثلاثة أيّام وأكثره تسعة أيام ، وإلّا فدمي حلال.
قال : فضرب ثمانين سوطا ، ثمّ قتل وصلب (٣).
__________________
(١) الشلمغاني : نسبة إلى شلمغان ، قرية بنواحي واسط ، وقيل : موضع ببغداد ، (مرآة الجنان ٢ / ٢٨٤).
(٢) في المنتظم ٦ / ٢٧١ «العزاقير» ، وفي الكامل في التاريخ ٨ / ٢٩٠ «القراقر» ، وفي نهاية الأرب ٢٣ / ١٢٤ «العراقيد» ، وفي تاريخ الخلفاء ٣٩١ «القراقر».
(٣) انظر عن : ابن أبي العزاقر الشلمغاني ، في :
تكملة تاريخ الطبري للهمداني ١ / ٨٦ ، والتنبيه والإشراف ٣٤٣ ، والعيون والحدائق ج ٤=