وذكر (حيّ على خير
العمل) في الأذان ، وجعل الطلاق ثلاثا نافذ الحكم ، وغيرها ، وفي زمن خلافته كان بيت المال يوزع بين الناس مع تباين والذي أدّى إلى ظهور طبقات مختلفة بين المسلمين ، تثير
الدهشة والقلق ، وكان من نتائجها وقوع حوادث دامية مفزعة ، وفي زمنه كان معاوية في
الشام يتمتع بسلطان لا يختلف عن سلطنة كسرى وقيصر ، وقد سماه الخليفة بكسرى العرب
، ولم يتعرض له بقول ، ولم يردعه عن أعماله.
وبعد أن قتل
الخليفة الثاني على يد غلام فارسي ، ووفقا لأكثرية آراء الشورى البالغ عددهم ستة
أعضاء والذي تم تشكيله بأمر من الخليفة عيّن الخليفة الثالث ، فعيّن أقرباءه
الأمويين ولاة وأمراء ، فجعل منهم الولاة في كلّ من الحجاز والعراق ومصر وسائر
البلدان الإسلامية ، فكانوا جائرين في حكمهم ، عرفوا بشقاوتهم وظلمهم وفسقهم
وفجورهم ، نقضوا القوانين الإسلامية الجارية. فالشكاوى كانت تنهال على دار الخلافة
، ولكن الخليفة
__________________