ثابتة ، وبتلك الواقعية ، تتصف بالواقعية ، وتتصف بالوجود ، وما دامت مرتبطة ومتصلة بها ، فهي موجودة وباقية ، وما إن تنقطع عنها حتى تزول وتفنى (١) ، ونحن نسمّى هذه الواقعية الثابتة التي لا يعتريها البطلان ب (واجب الوجود) أو الله سبحانه.
. نظرة أخرى عن طريق ارتباط الإنسان بالعالم.
إن الأسلوب الذي اتبع في الفصل السابق ، لإثبات وجود الله تعالى أسلوب بسيط ، يستطيع الإنسان أن ينتهج هذا الأسلوب بفطرته التي أودعه الله إياها ، وليس هناك أيّ رادع أو مانع يمنعه من ذلك ، ولكن معظم الناس ، نتيجة ارتباطهم المستمر بالماديات ، وتفانيهم في اللذائذ المحسوسة ، يصعب عليهم الرجوع إلى الفطرة ، وهي الفطرة الإلهية البيّنة.
فعلى هذا يعلن الإسلام أن شريعته عامة ، والكل سواسية أمام الدين ومقاصده ، فهو يثبت وجود الله تعالى لهؤلاء الناس من طريق وأسلوب آخر ، وهو الفطرة الواضحة ، والتي غفل عنها البشر ، فيخاطب البشر بها ، ويعرّف الله جلّ شأنه عن طريقها.
فالقرآن الكريم ، يتخذ طرقا لإيصال البشر كافة إلى معرفة الله ، فهو يلفت الأنظار ، ويوجه الأفكار غالبا إلى خلقة العالم ، والنظام والتنسيق القائم فيه ، ويدعو إلى ملاحظة ودراسة الآفاق والأنفس ، ذلك لأن الإنسان في حياته المحدودة ، لا يتخلف ولا
__________________
(١) وفي كتابه العزيز إشارة إلى هذا البرهان بقوله تعالى (قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) سورة إبراهيم الآية ١٠.