الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا (١).
وصل الإنذار إلى الإمام في عصر يوم التاسع من محرم (أمّا البيعة أو القتال) من جانب العدو فطلب الإمام المهلة لتلك الليلة لغرض العبادة ، وتأجيل القتال لليوم التالي (٢).
وفي يوم العاشر من المحرم سنة ٦١ ه. ق استعد الإمام مع جمعه القليل (لا يتجاوز عددهم تسعين شخصا ، أربعون ممن جاءوا معه ، ونيف وثلاثون التحقوا بالإمام في ليلة الحرب ونهارها من جيش الأعداء ، والبقية كانوا من الهاشميين ، بما فيه ولده وأخوته وأبناء أخوته وأبناء أخواته وأبناء عمومته) استعدوا في معسكر واحد أمام العدد الغفير من جيش الأعداء ، فاشتعلت نار الحرب.
حارب هؤلاء من الصباح الباكر حتى الظهيرة ، واستشهد الإمام مع سائر الفتية الهاشميين ، فلم يبق منهم أحد ، (وكان بين القتلى طفلان للإمام الحسن وطفل ورضيع للإمام الحسين عليهالسلام).
أغار الجيش بعد انتهاء الحرب على حرم الإمام ، وأشعلوا النيران في مخيّماتهم وحزّوا رءوس الشهداء وسلبوا ما على أبدانهم من رداء وملابس ، وتركوا الأجساد عارية على الأرض ، دون أن يواروهم في التراب ، ثم ساروا بأهل بيت الإمام (حرمه) زوجاته وبناته اللواتي لم يكن لهنّ مأوى مع رءوس الشهداء إلى جانب الكوفة (ولم يكن في الأسرى من الرجال سوى القليل ، منهم
__________________
(١) مناقب ابن شهرآشوب ج ٤ : ٩٩ / إرشاد المفيد ص ٢١٤.
(٢) مناقب ابن شهرآشوب ج ٤ : ٩٨ / إرشاد المفيد ص ٢١٤.