السلاح ، لقتله
حين قيامه بأداء فريضة الحج .
قرّر الحسين
مغادرة مكة متجها إلى العراق ، فوقف خطيبا بين جمع غفير من المسلمين ، فأوجز في خطبته وأعلمهم بسفره
إلى العراق ، وأشار باستشهاده في هذا الطريق ، وطلب العون منهم ، في سبيل أهدافه
المقدّسة ، وألا يتوانوا عن نصرته ونصرة الإسلام ، دين الله الحنيف ، وغداة ذاك
اليوم ، سلك طريق العراق ومعه أهله وعياله ، ونفر من شيعته وأصحابه.
لقد صمّم الحسين عليهالسلام على عدم البيعة ليزيد ، وهو على علم بأن الطريق هذا سينتهي
به إلى الاستشهاد وكان يعلم أن الجيش الأموي يتصف بالعدة والعدد ، وأنه مؤيّد من
قبل عامة الناس وخاصة أهل العراق.
وقد جاء إليه
جماعة ممن لهم صلة به ، فذكروا له خطورة الموقف والسفر الذي هو عازم عليه ،
والنهضة التي هو قائدها ، فأجابهم الحسين عليهالسلام بما مضمونه ، إنني لن أبايع يزيدا ، ولا أقرّ بحكومة جائرة
، وإني على علم بأنهم يريدون قتلي أينما أقمت ، وما تركي لهذه البقعة المكرّمة إلا
لحرمة هذا المكان المقدّس (بيت الله الحرام) ، وألا تهتك حرم الله تعالى ، بإهراق
دمي .
سار الحسين عليهالسلام إلى العراق ، وفي طريقه ، وصله نبأ بواسطة أحد شيعته ، عن
مقتل رسوله ومبعوثه إلى الكوفة ، على يد والي
__________________