فاستنادا إلى
المصادر الأساسية للإسلام (الكتاب والسنة) تقرّ خلاف ذلك ، ومن المستحيل أن النصوص
الدينية قد تغافلت عن هذه الحقيقة أو أنها أهملت جانبا من جوانب هذا النهج والطريق
(معرفة النفس والسير والسلوك) ، ويستحيل عليها أيضا أن تغض النظر عن شخص (أيّ كان)
في الواجبات أو المحرمات.
إرشاد الكتاب
والسنة إلى معرفة النفس ، ومناهجها
إن الله تعالى جلّ
شأنه ، يأمر الناس في آيات متعددة في كتابه المجيد ، أن يتدبّروا القرآن ، ويعملوا
به ، ولا يقنعوا لأنفسهم بالفهم والإدراك السطحي للقرآن ، وبيّن في كثير من آياته
أن في عالم الطبيعة آيات ودلالات له جلّ جلاله.
فلو تأملنا
وتدبرنا معنى الآية والدلالة ، يتضح أن الآية والدلالة هي التي تشير إلى شيء آخر
لا إلى نفسها ، فعلى سبيل المثال ، إن الذي يرى الضوء الأحمر ، المشعر بالخطر.
فإنه مع مشاهدته
للضوء ، يتبادر إلى ذهنه الخطر ذاته ، ولا يلتفت إلى الضوء نفسه ، وإذا ما فكر في
الضوء نفسه ، أو ماهية الزجاج أو لونه ، فذهنه يصوّر له الضوء أو الزجاج أو اللون
، ولا يصور له مفهوم الخطر.
فإذا ، كان العالم
وظواهره ، آيات ودلالات لخالق العالم ، فإن وجودهما ليس مستقلا ، ولو شوهدت بأيّ
شكل أو أيّة صورة ، فإنما ترشد إلى وجوده سبحانه.
والذي ينظر إلى
العالم بهذا المنظار ، ووفقا لتعاليم القرآن