ونص في هذين العسكرين : بحب القادة وهلك الاتباع. ـ وتكلم الاصم (١) منهم في هذا الباب وفي شأن علي ومعاوية والحكمين ، وصرف امر معاوية على وجوه جعله في اكثرها مصيبا ، وفي بعضها احسن حالا من علي.
وقال اهل السنة بتصويب علي في جميع حروبه ، وبصحة شهادة فيها علي او طلحة او الزبير على رغم من ردها. وكان عمرو بن عبيد (٢) ، مع بدعته التي ذكرناها ، كاذبا في رواياته عن الحسن البصري وغيره ، وهي الذي روى عن الحسن في تفسير غير اولى الإربة انه المخنث. وقال اصحاب الحسن : كذبت عليه ، فانه لم يقل ذلك. وقال حماد بن زيد : قيل لايوب ان عمرو بن عبيد روى عن الحسن ان السكران من النبيذ لا يجلد. فقال : كذب عمرو. انا سمعت الحسن يقول : يجلد السكران من النبيذ. ـ وقال زكريا بن / يحبى الساجي في كتاب «العلل» كان شعبه قد روى عن عمرو بن عبيد حديثين ، ثم تركهما لما علم ضلالته. وقال أيضا : كان الحسن وأيوب وابن عوف وسليمان (٣) التميمي ويونس بن عبيد ينهون الناس عن عمرو بن عبيد. ـ وروى محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه الكبير ، باسناد عن مطر الوراق ، قال : كان عمرو بن عبيد يلقاني ، فيحلف علي بالحديث ، فاعلم انه كاذب. ـ وذكر الكعبي (٤) في «مقالاته» ان المنصور الخليفة مدح عمرا ، وقال نثرت الحبّ ، فلقطوا غير عمرو بن عبيد. ـ وهذا من اكاذيب الكعبي ، وهو الذي روى ان عمرا كان من الداعين الى البيعة لزيد الناقص في ولايته. افترى المنصور ، مع صرامته وعداوته لبني امية ، يمدح داعيهم ومن خرج عليه مع إبراهيم بن / عبد الله بن الحسن ابن الحسين بالبصرة حتى لحقه سوم عمرو ، فقتل في حربه؟ وعمرو ، في الجملة ، مسلم للمعتزلة بلا نزاع ، والسلام.
__________________
(١) موقف الأصم المذكور هنا الى آخر الصفحة غير وارد في «الفرق بين الفرق».
(٢) الكلام ابتداء من هنا الى آخر الصفحة غير وارد في «الفرق بين الفرق».
(٣) سليمان : سليمان.
(٤) في المخطوط : الكفتي ـ ولكن جاء بعد سطرين : الكعبي وهو الاصح.