ثم استولى بعد ذلك حمزة على نواحي سجستان وهراة وفهستان في ايام عسكر مرافع بن الليث ، حتى خرج إليه من نيسابور عبد الرحمن النيسابوري في عشرين الفا من الغزاة ، فهزموا حمزة ، ومات في هزيمته. وكانت هذه الواقعة من مفاخر اهل نيسابور.
وكان حمزة على دين القعدة من الخوارج. ثم انه قال بالقدر ، فاكفرته الازارقة والقعدة في ذلك.
وقال بان اطفال المشركين في النار ، فاكفرته القدرية في ذلك.
وانفرد أيضا مع اتباعه بان لم يستحل غنائم اعدائه ومخالفيه. وكان اذا ظفر باعدائه في حروبه يأمر اصحابه باحراق / غنائمهم وعقر دوابهم وقتل الاسرى منهم.
واما الحازمية (١) منهم ، فانهم فرقة من العجاردة قالوا بالقدر والمشيئة ، كقول اهل السنة. وخالفوا جمهور الخوارج في الولاية والعداوة ، وقالوا انهما صفتان لله تعالى في ذاته ـ فان الله تعالى لم يزل محبا لاوليائه ومبغضا لاعدائه. وهذا القول منهم صواب ، موافق لقول اهل السنة والجماعة في الموافاة ، غير ان اسلافهم من الخوارج اكفروهم بهذا القول ، واكفروا اسلافهم في خلافه. ـ وقد الزم اصحابنا الحازمية على قولها بالموالاة ان يكون علي وطلحة والزبير وعثمان من اهل الجنة لانهم من اهل بيعة الرضوان تحت الشجرة. وقد قال الله عزوجل فيهم : ( لَقَدْ
__________________
في أمره ، فبعث المأمون بطاهر بن الحسين لقتال حمزة. فدارت بين طاهر وحمزة حروب قتل فيها من الفريقين مقدار ثلاثين الفا ، اكثرهم من اتباع حمزة ؛ وانهزم فيها حمزة الى كرمان ، واتى طاهر على القعدة عن حمزة ممن كانوا على رأيه وظفر بثلاثمائة منهم. فأمر بشد كل رجل منهم بالحبال بين شجرتين قد جذبت رءوس بعضها الى بعض ، ثم قطع الرجل بين الشجرتين ، فرجعت كل واحدة من الشجرتين بالنصف من بدن المشدود عليها» (ط. الكوثري ص ٥٩ ، ط. بدر ص ٧٩ ، ط. عبد الحميد ص ١٠٠).
(١) جاء في ط. بدر ٧٣ وطبعة الكوثري ص ٥٦ وط. عبد الحميد ص ٩٤ «الخازمية» ولكن جاء في مختصر الرسعني ص ٨٠ «الحازمية» وهم اصحاب حازم بن علي (الشهرستاني ، الملل ١ : ١٧٦).